- صاحب المنشور: ضياء الحق العياشي
ملخص النقاش:في ظل الثورة الرقمية الحديثة التي نعيشها اليوم، أصبح دور التكنولوجيا في التعليم أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد غيرت الأجهزة الذكية وأدوات الإنترنت الطريقة التقليدية للتعلم والتدريس، مما فتح آفاقاً جديدة أمام العملية التعليمة. ولكن رغم هذه الفوائد الكبيرة، فإن هناك تحديات معينة ترتبط باستخدام التكنولوجيا في البيئة الأكاديمية.
من جهة، توفر التكنولوجيا موارد تعليمية غنية ومتنوعة يمكن الوصول إليها بسهولة ومن أي مكان بالعالم. كما أنها تسمح بتفاعل أكبر بين الطلاب والمعلمين وتتيح فرصا للمعلمين لتخصيص محتوى دروسهم حسب احتياجات كل طالب على حدة. بالإضافة إلى ذلك، تساهم الأدوات التكنولوجية مثل البرامج التعليمية والألعاب الإلكترونية وغيرها في جعل عملية التعلم أكثر متعة وجاذبية خاصة لدى الأطفال والشباب الذين اعتادوا على استخدام التكنولوجيا بكثرة خارج نطاق الدراسة.
لكن الجانب الآخر لهذه القصة يسلط الضوء أيضا على مخاطر الاستخدام الزائد للتكنولوجيا في التعليم. فالاعتماد الكبير على الشاشات قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الإجهاد البصري والإرهاق الجسدي والعزلة الاجتماعية. كذلك، قد تتسبب في تقليل المهارات الحركية اليدوية لدى الأطفال الصغار بسبب قضاء الكثير من الوقت امام الشاشة دون تفاعل مباشر مع العالم الخارجي.
بالإضافة لذلك، يبقى هناك خطر عدم فهم بعض الدروس الأساسية والمفاهيم العلمية بشكل كامل نتيجة الاعتماد المفرط على الوسائل الرقمية. حيث يمكن للحاسوب القيام بالأعمال الرياضية المعقدة وبشكل فوري بينما يتطلب تعلم المفاهيم العميقة منهجاً تدريبياً عمليا يدعم الجانبين المعرفي والحركي لدى المتعلم.
في النهاية، يبدو واضحاً أنه ليس هنالك حل واحد ينفع الجميع بشأن تواجد التكنولوجيا في قطاع التعليم. إن الأمر يتعلق بإيجاد توازن فعال بين عصرنة التعليم واستدامته بطريقة تشجع على أفضل أداء لكل طفل أو شاب وفق القدرات الخاصة به وظروف حياته المختلفة.