تعتبر مدينة روما واحدة من أهم وأشهر المدن في العالم، وهي العاصمة الحالية لجمهورية إيطاليا الديمقراطية، بالإضافة إلى كونها مركزاً تاريخياً وثقافياً هاماً يعود بتاريخه إلى العصور القديمة. تأسست المدينة منذ أكثر من ألفي عام، وازدهرت لتكون عاصمة للإمبراطورية الرومانية خلال القرون الوسطى، حيث كانت مركز السلطة والثقافة والعلم والمعرفة في ذلك الوقت. موقع روما الجغرافي الفريد داخل شبه الجزيرة الإيطالية جعل منها بوابة طبيعية بين البحر الأبيض المتوسط والقارة الأوروبية بشكل عام.

تقع مدينة روما في وسط شبه الجزيرة الإيطالية، على ضفاف نهر التيبر (Tiber River) الذي يمر عبر القلب التاريخي للمدينة ليصب في خليج غاغليا (Gagliole Bay). هذا الموقع الاستراتيجي منح روما قيمة تجارية وتجارية كبيرة جعلتها نقطة جذب للتجار والسفن القادمة من مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط ومنطقة أوروبا الغربية. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود جبل ألبان Hill الواقع شمال غرب المدينة وسلسلة جبال أبينيني Appennines شرقا قد ساهمت أيضا في تعزيز خصائص الدفاع الطبيعي للمنطقة.

مع مرور الوقت وبفضل موقعها المركزي والتاريخ المجيد، تطورت روما لتضم مجموعة واسعة ومتنوعة من المعالم التاريخية والفنية والأثرية التي تستقطب ملايين الزوار كل عام. تشتهر بأنقاض الحضارة الرومانية مثل المنتدى الروماني (Roman Forum), الكولوسيوم (Colosseum), سور Aurelian, منتزه Vatican City الشهير مع كاتدرائيات القديس بطرس والفاتيكان وغيرها الكثير مما يعد دليلاً ملموساً على ثراء الماضي وإبداع الشعب الروماني.

لا تزال روما حتى اليوم تمثل رمزا للحضارة الإنسانية وفنونها وآثارها الرائعة، فهي ليست مجرد وجهة للسياح والشعراء فحسب؛ ولكن هي أيضاً موطن لمؤسسات ثقافية وتعليمية مرموقة كجامعات سابينا La Sapienza University وجامعة روما Tre torri Roma Tor Vergata والتي تعد مركز التنوير الأكاديمي والإبداعي في البلاد وللعالم أيضا.

إن رحلة اكتشاف هذه المدينة الخلابة ستأخذك عبر مساحات زمنية مختلفة بدءا من الحقبة الجمهورية والمسيحية وانتهاء بإيطاليا الحديثة ذات التراث الثقافي الثري والحياة النابضة بالحركة. لذلك تعتبر زيارتها فرصة حقيقية لرؤية بعض عجائب الدنيا الطبيعية والبشرية تحت سقف واحد!