يمكن كفالة الأطفال الأيتام الذين ينتمون لديانات أخرى مثل المسيحية الهندوسية أو البوذية، ولكن بشروط محددة للحفاظ على القيم الإسلامية وعدم تأجيج التوترات الدينية. هذه الشروط أساسية كما يلي:
الأول: يجب ألّا تؤثر تلك الكفالات على تقديم الرعاية للأطفال المسلمين الأيتام. فعندما تكون هناك حاجة ماسّة لإغاثة الأيتام المسلمين في نفس المنطقة، فهم لهم الأولوية القصوى.
الثاني: يشترط وجود طوق رقابة وإشراف من قبل مجتمعاتنا المسلمة. هذا يعني أنّ الطفل المراد رعايته ينبغي أن يعيش ضمن بيئة مسلمة تحت الرعاية المباشرة للمؤسسات والمجموعات المسلمة. في حال كان هؤلاء الأطفال الأيتام يعيشون رفقة أقوامهم الأصلية خارج بلدان الإسلام، ليس جائزاً تكفل ماليهم مادامت روابطهم الروحية والاجتماعية قريبة منهم.
بالعودة لاستشارة علم الدين الشيخ ابن جبرين رحمه الله تعالى بشأن موضوع متابعة شؤون أبناء اتباع ديانة أخرى، فقد ذكر رأيه بأنّ "من المستحسن دعم ورعاية أهل الكتاب فقط عندما يتم تحريرهم بالفعل بشكل كامل من قبضة عقيدتهم القديمة ويتسنّى استيعابهم داخل ثقافة وفكر العالم الاسلامي". لذلك فإن أي خدمة تقدم لأيتام خارج أرض الإيمان لا بد وأن تتم تزامنياً مع حرص شديد على عدم تشجيع انتشار التعصب الطائفي او القرآني عموما. وفي النهاية يؤكد فضيلة الاستاذ على أهمية بركات الله ودعواته المباركة للسالكين سبيل الرحمة والعطف نحو ابناء البشر كافة باختلاف انتماءاتهم الثقافية والدينية.