- صاحب المنشور: البخاري بن وازن
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد المجتمع العالمي على التقنيات الرقمية، يصبح الحديث حول تأثيرها على خصوصيتنا أمرًا حاسمًا. فمن جهة توفر لنا هذه الأدوات فرصة الوصول إلى المعلومات والمعرفة بسرعة غير مسبوقة وتسهل تعزيز التواصل الاجتماعي؛ ومن الجهة الأخرى تخلق تحديات خطيرة تتعلق بأمان البيانات الشخصية وفقدان السيطرة عليها.
تُعد شبكة الإنترنت إحدى أهم أدوات الاتصال والتفاعل الحديثة التي جعلت العالم أكثر تقاربًا. فقد مكّنت مواقع التواصل الاجتماعي والأدوات الإلكترونية للأعمال التجارية الأشخاص من البقاء على اتصال مع أحبائهم بغض النظر عن المسافة، كما أتاحت للشركات توسيع نطاق أعمالِها عالميًا عبر التجارة الإلكترونية وغيرها من القنوات الرقمية. إلا أنه وفي الوقت ذاته أدى هذا الاعتماد المتزايد للإنترنت والاستخدام المكثف لتطبيقاته المختلفة لجمع بيانات المستخدمين، مما يعرض خصوصيتهم لمخاطر أكبر.
يبرز خطر اختراق البيانات كأحد أكثر القضايا الحالية إلحاحاً فيما يتعلق بالخصوصية في العصر الرقمي الحالي. حيث أصبح العديد من الهجمات السيبرانية هدفها الرئيسي الحصول على معلومات حساسة مثل تفاصيل البطاقات المصرفية ومعلومات التعريف الفردية وما شابه ذلك لاستغلالها لأغراض احتيالية. وقد أدى ظهور الذكاء الاصطناعي وأجهزة إنترنت الأشياء IoT أيضًا إلى زيادة مستوى التعرض لهذه المخاطر المحتملة بسبب قابلية هذه الأنظمة للتلاعب والخروقات الأمنية المحتملة.
وعلى الرغم من وجود بعض التدابير الوقائية مثل تشفير البيانات واستخدام جدران الحماية وعملية تصحيح الثغرات البرمجية، إلّا أنها ليست فعالة بنسبة ١٠٠٪ ضد كل أنواع الاختراقات المتقدمة باستمرار والتي يستخدمها قراصنة الإنترنت المحترفون والمؤسسات الخبيثة الأخرى للحصول على بيانات الأفراد والشركات. لذلك هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول مبتكرة لحماية حقوق المواطنين في حقهم الأساسي في الاحتفاظ بمعلوماتهم خاصة بعيدا عن أعين الطامعين بها.
ومن ناحية أخرى، يمكننا اعتبار الجانب الإيجابي لهذا السياق وهو القدرة الجديدة للمواطنين للمشاركة وإحداث التغيير السياسي والثقافي باستخدام المنصات الرقمية. فأصبحت وسائل الإعلام الاجتماعية مثلاً مصدرًا مهمًا لنقل الأخبار ومناقشة القضايا السياسية مما عزز دور الجمهور في صنع القرار الحكومي وصياغة السياسات العامة بطريقة ديمقراطية مباشرة عبر الانترنت. وهذا يشكل بداية عصر جديد من الشفافية والديمقراطية داخل المؤسسات العمومية وكذلك للدعاية الخاصة الواسع الانتشار اليوم والذي قد يؤثر بدرجة كبيرةعلى اتجاهات وآراء الناس بأنفسهم عندما يتم استخدامه بطرق أخلاقية وبناءة.
وفي ختام النقاش بشأن تأثيرات التطور الرقمي على قضيتي الحقوق المدنية والخصوصية الشخصيه، يبدو واضحا إنه ينبغي علينا مواصلة البحث والحوار العلميين بحثآعن أفضل الحلول التي تحافظ علي سلامة كلا الأمرين - حفظ حرية استخدام تكنولوجيا المعلومات وكذا احترام السرّ الخاص لكل فرد-.