منذ العصور القديمة حتى عصرنا الرقمي الحالي, فقد لعب رمز "@", المعروف عالمياً برمز الأروباز, دورًا محورياً في العديد من السياقات المختلفة. يعود أصل هذا الرمز الغامض إلى القرن الرابع عشر عندما ابتكر رهبان في القرون الوسطى طريقة مختصرة لنقل المعلومات بكتابة "AD" (أي نحو المسيح). قام هؤلاء القديسون بتغيير الشكل ليصبح "a@D"، مما أدخل الرمز "@".
انتشر الاستخدام العملي لهذه العلامة لأول مرة في تجارة النبيذ الإيطالية في القرن السادس عشر؛ حيث يشير كل زوج من الأحرف"@ 20$" إلى اثنين من الأمفورات بسعر ٢٠ دولارًا. ومع مرور الزمن، أصبح هذا الرسم البياني جزءاً أساسياً من تقاطعات الأعمال التجارية العالمية.
ومع دخول الثورة التكنولوجية, بدأ ظهور "الأتاري" أوائل السبعينات، وكانت هناك حاجة ماسّة لإيجاد حل لتحديات الاتصال بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة. هنا يأتي دور رائد علوم الحاسوب الأمريكي الشهير راي Tomlinson والذي اخترع نظام البريد الإلكتروني سنة ١٩٧١ ثم أكمل تطويره بإدخاله رسم '@' كنقطة انتقال رئيسية تدل على الانتقال بين اسم المستقبل وجهاز حاسوبه الخاص.
وقد سمّى الفرنسيون الـ "@" مُعبِّراً عنه بكلمة 'arobase', بينما فضَّلها اليابانيون بلوحة مفاتيح خاصة بهم مكتوب عليها 'at mark'. كذلك نجد اختلافاتها الثقافية الأخرى حول العالم مثل التفكير البريطاني الذي رأى فيه تذكيرًا بطائرة هليكوبتر صغيرة! أما العرب فهم يسمونه حرفيًا بما يعني وجودٍ داخل.. كمُشير لاتحاد الشخص بجهاز الهاتف مثلا!
واليوم، يعد استخدام "@' أكثر انتشاراً لما له من حضور بارز ليس فقط في مجال الرسائل الإلكترونيّة وإنما أيضًا داخل شبكات اجتماعية متداولة اليوم كالفيس بوك والتويتر وغيرهما. كما يتم تطبيق هذه العلامة بشكل عام في مجالات عديدة أخرى تتضمن المجالات الأكاديمية والعلمية بالإضافة للأنظمة البرمجية المتنوعة واستخدامه الواسع في رياضة كرة القدم الأمريكية تحديد موقع اللاعب المنافس والحليف. وبالتالي فإن تاريخ ومستقبل'@' يحكي قصة خروج البشرية الجريئة للتواصل والابتكار بدون حدود.
