في العصر الحديث، أصبح العالم يعيش في قلب الثورة الرقمية التي غيرت طريقة تعاملنا مع الحياة اليومية بشكل جذري. يلعب كلٌّ من الكمبيوترات وشبكة الإنترنت دوراً محورياً في تشكيل هذه الحقبة الجديدة. فما هو أساس نشأة وتطور هذين المجالين؟ وما هي أهم التطبيقات والميزات التي توفرها لنا هذه الأجهزة المتقدمة؟
نشأت الفكرة الأولى حول الحاسوب الآلي على يد عالم الرياضيات الألماني كونراد تسوسيوس عام 1623 عندما ابتكر آلة حساب بسيطة تعمل باستخدام المسامير. لكن لم يكن الأمر واضحاً حتى جاء اختراع الطابعات الكهربائية بواسطة هرمان هوليريث عام 1888 والتي شكلت بداية التحول نحو الذكاء الاصطناعي والحوسبة الحديثة. وفي الثلاثينات والأربعينات شهد العالم تطوراً هائلاً مع ظهور أول حواسيب عملاقة مثل ENIAC ثم UNIVAC I وإنتل 4004 كأول جهاز كمبيوتر شخصي صغير الحجم يمكن استخدامه لأغراض شخصية ومكتبية متعددة الاستخدامات.
أما بالنسبة للإنترنت فهو نتاج جهود بحثية بدأت منذ الحرب العالمية الثانية بهدف إنشاء شبكات اتصالات قوية وموثوق بها بين مؤسسات الدفاع الأمريكية المختلفة مما أدى إلى ولادة ARPANET -الأجداد لشبكة الويب العالمية-. ومع مرور الوقت ومع انتشار القنوات الأرضية والفيديوهات المشفرة والتكنولوجيا اللاسلكية، توسعت قدرات الشبكات لتشمل ملايين المستخدمين حول العالم عبر بروتوكولات TCP/IP المعروفة حاليًا.
اليوم، بات بإمكان أي مستخدم الوصول الى مصادر معرفية وفنية متنوعة بالإضافة للتواصل الاجتماعي والبحث العلمي والتسوق الإلكتروني وغير ذلك الكثير. كما ساهمت تقنيات الجيل الخامس 5G وأجهزة المحمول المحمولة في جعل الإنترنت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. ومع ذلك، تتطلب هذه الثورة رقابة جيدة لحماية خصوصيتنا وأمن بياناتنا الشخصية ضد مخاطر القرصنة وانتهاكات البيانات. نسعى دائماً لتحقيق توازن يجمع بين مزايا هذا العصر الرقمي واحترام حقوق الأفراد وضمان سلامتهم الرقمية.
