في عالم الحوسبة، تعدّ ذاكرة السجلات واحدة من أكثر الأنواع سرعة وكفاءة ضمن بنية الحاسوب وأجهزة الكمبيوتر الحديثة. هذه الذاكرة ليست مجرد جزء صغير ومهمل في النظام؛ بل هي العمود الفقري لعمل وحدة المعالجة المركزية (CPU).

وحدة المعالجة المركزية - قلب أي حاسوب - تعتمد اعتمادًا رئيسيًا على ذاكرة السجلات لأداء الوظائف اللازمة بسرعات عالية جدًا. فهي تعمل كمساحة قصيرة المدى لتخزين البيانات الأساسية والتعليمات أثناء عملية التنفيذ. بسبب موقعها الداخلي داخل وحدة المعالجة المركزية نفسها، تستطيع الوصول إلى بياناتها بمعدلات غير مسبوقة مقارنة بأنواع أخرى من الذاكرة مثل ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) أو القرص الثابت (Hard Disk).

تتألف ذاكرة السجلات من عدة أقسام أو "سجلات" مختلفة توفر وظائف متخصصة لنظام المعالجة العام. هنا أهم ثلاثة أنواع منها:

1. سجلات العناوين: تلعب دور خرائط الطريق التي توجه عمليات القراءة والكتابة لبيانات الذاكرة الخارجية. كل سجل يحتوي على رقم مميز يعرف بالعناوين والتي يمكن استخدامها لاحقًا عندما تحتاج وحدتا المعالجة إلى التواصل فيما بينهما مباشرة بدون المرور عبر الذاكرة الرئيسية.

1. سجلات البيانات: هذه المساحات الخاصة موجهة خصيصًا لحفظ المعلومات المتغيرة باستمرار أثناء إجراء عمليات حسابية ومعرفة منطقية من قبل البرنامج الحالي. يسهّل هذا الجزء العمل لأنه يحافظ على معلومات الحالة الحالية تحت تصرف دائرة المنطق الرقمية حتى وإن كانت تلك المعلومات موجودة بالفعل خارج نطاق سيطرتها الطبيعية.

1. سجل فهرسة/مؤشرات: يساهم هذان النوعان الإضافيان بكفاءتهما بعدّة طرق مهمة للغاية بالنسبة لوحدة تحكم ذاكرتها الداخلية. يعمل المؤشر عمومًا كتوجه مباشر نحو قسم آخر بدلاً من الاعتماد على طريقة البحث المطولة التقليدية عبر جداول كاملة ضخمة نسبياً تقليدياً. بينما يشبه الفهرس دليل إرشادي أكثر منه مكان تخزيني ثابت لما يحدث حالياً فهو يعيد توجيه الاستدعاءَ اللحظِيَ للقيم عالية الفرضية بناءً على مجاميع محتملة مسبقة للتوقعات الأكثر احتمالاً للأحداث التالية القادمة وفق نمط طلب المعلومة المعتاد عليه سابقاً مما يؤدي لإيجاد حلول أسرع وأكثر ذكاء للحالات المستقبلية المنبثقة عنه بما يناسب تلك الاحتمالة حين كون القرار المناسب لها.

هذه الجوانب المختلفة للسجلات مجتمعة تعطي دفعة هائلة لقوة واتقان أدائيات الرحلات اليومية لمعالجات الذكاء فوق البشر! إن السرعة والدقة التي تقدمها حافظاتها المحلية تكفل التنسيق الدقيق والإنجاز الأمثل لكافة جوانب المشهد العملياتي لسائر عناصر منظومة البرمجيات والبرامج الآلية الأخرى المرتبطة بذلك المجمع التفكير العالمي الحديث للمعامل الإلكترونية الضخمة والمعقدة!