- صاحب المنشور: نعمان بن عمار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تقدماً ملحوظاً في العديد من المجالات فيما يتعلق بحقوق المرأة. ولكن عندما نتعمق أكثر في الصناعات التقنية والعلمية وكذلك عالم الرياضة، نرى أن التحديات التي تواجهها النساء لا تزال كبيرة وتستدعي الاهتمام الفوري. هذا ليس مجرد قضية تتعلق بالعدالة الاجتماعية فحسب؛ بل هو أيضاً استثمار غير مستغل للطاقات البشرية.
- الصناعة العلمية والتكنولوجية: رغم الزيادة في عدد النساء اللاتي يدرسن العلوم والرياضيات، فإن تمثيلهن في الوظائف القيادية وفي مجال البحث العلمي يبقى محدوداً. وفقًا لتقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للمرأة، تشكل النساء حوالي 28% فقط من القوى العاملة في القطاع الخاص للعلوم والتكنولوجيا الهندسية والرياضيات (STEM). هذه النسبة أقل بكثير مما يمكن تفسيره بناءً على الأعداد المتزايدة من النساء الحاصلات على درجات علمية في هذه المجالات.
هذه الظاهرة قد تكون نتيجة لمجموعة معقدة من الدوافع الثقافية والاجتماعية بالإضافة إلى البيئة العمل نفسها. بعض الشركات قد تعاني من ثقافة "الإنطباعات الأولية" حيث يتم ترشيح الرجال للمناصب الأكثر رغبة بسبب الاعتقاد بأنهم أفضل مهنيين. كما أنه غالبًا ما يتم تقديم الفرص التعليمية والمالية لرجال الأعمال الشباب بدلاً من النساء.
- مجال الرياضة: في حين حققت العديد من الرياضيات المحترفات نجاحات بارزة، إلا أن هناك الكثير من التحيز الجنسي الذي يحد من فرص الفتيات للتطور في هذا المجال. سواء كان الأمر يتعلق بتوفير الموارد أو التغطية الإعلامية، فإن الرجال عادة ما يحصلون على دعم أكبر. حتى داخل الفرق الرياضية الاحترافية، غالبًا ما تُعامل اللاعبات كأقل شأنا مقارنة بنظرائهن الذكور.
بالإضافة لذلك، تلعب الصور النمطية الجنسانية دورًا هائلاً في تقليل مشاركة الفتيات في الرياضة. كثيرٌ من الآباء والأمهات يشعرون بانزعاج عند رؤية بناتهن يلعبن كرة القدم أو رفع الاثقال لأن تلك الرياضات تعتبر بأنها "لا تناسب الأنثى". هذا النوع من الأفكار يؤدي مباشرة إلى انخفاض مستوى المشاركة ويمنع تحقيق المساواة الحقيقية.
- الحلول المقترحة: لحل هذه المشكلة، ينبغي وضع سياسات حكومية واضحة تدعم تكافؤ الفرص بين الجنسين في كل المجالات. يجب على الحكومات زيادة الاستثمار في البرامج التعليمية التي تستهدف الفتيات وتعزيز الوعي حول أهمية التنوع الجنسي في مكان العمل.
كما يجب على الشركات الخاصة تبني سياسات شاملة لضمان فرص متساوية لكل موظفين بغض النظر عن جنسهم. وهذا يشمل التدريب على التعامل مع التحيز الضمني، وتقييم أداء جميع الموظفين بناءً على الجدارة وليس الجنس أو العمر.
وفي النهاية، تحتاج المجتمعات بأسرها إلى تغيير نظرتها لما تعتبره وظيفة مناسبة للإناث وما ليس كذلك. لدينا القدرة على خلق بيئات عمل ومجتمع رياضي أكثر شمولا وإنصافاً إذا قررنا ذلك.