الإنترنت ظاهرة عالمية غيرت وجه العالم كما نعرفه تماماً، بدءاً من الطريقة التي نتواصل بها وحتى كيفية حصولنا على المعلومات. هذا التحول الرقمي بدأ منذ عقود مضت كمشروع بحثي حكومي، وهو الآن جزء أساسي من الحياة اليومية لكل البشر تقريباً. لنستعرض معاً مسيرة الإنترنت عبر الزمن.
في البداية، كانت فكرة الاتصال الواسع النطاق بين الحواسيب مجرد حلم علمي. في الستينيات، قام العلماء الأمريكيون بتطوير نظام يعرف باسم ARPANET والذي يعتبر أول شبكة إنترنت حقيقية. وقد تم تطويره بواسطة وزارة الدفاع الأمريكية بهدف تحقيق اتصال متعدد المستخدمين عبر شبكات كمبيوتر مختلفة. كان الغرض الرئيسي هو ضمان استمرارية التواصل حتى في حالات الأزمات الوطنية.
مع مرور الوقت، توسعت الشبكة وأصبحت أكثر تعقيداً. بحلول عام 1983، بدأت استخدام بروتوكولات TCP/IP والتي تعتبر العمود الفقري لشبكات الكمبيوتر الحديثة. هذه التقنية سمحت للأنظمة المختلفة بالعمل بشكل سلس وموحد بغض النظر عن مكان وجودها الجغرافي.
وصول الإنترنت إلى الجمهور العام حدث في التسعينيات عندما أصبح الوصول إليه ميسراً لأول مرة للأفراد والشركات الصغيرة. ظهرت خدمات مثل AOL (America Online) ونشرت ثقافة الانترنت الجديدة: البحث عبر الإنترنت, البريد الإلكتروني, والمشاركة الاجتماعية.
اليوم، تعد الإنترنت جزءاً أساسياً من الاقتصاد العالمي وتوفر فرص عمل جديدة وصغيرة ومتوسطة الحجم. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت دورها الحيوي خلال جائحة COVID-19 حيث سهلت التعليم عن بعد والدعم الطبي والصحة النفسية وغير هذا الكثير.
في الختام، إن تاريخ الإنترنت مليء بالإنجازات والإمكانيات المستقبلية الهائلة. إنه ليس فقط وسيلة للتواصل ولكن أيضاً أدوات قوية للتحسين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.