تكفين المرأة عند موتها موضوع هام يجب فهمه بدقة، حيث اتفق معظم علماء الدين الإسلامي على ضرورة تكفينها بخمسة أثواب، بما في ذلك الإزار والخمار والقميص والملحفة الثانية والثالثة. هذا الاتفاق يأتي من نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه عندما قام بغسل وتكفين بنت أخيه أم كلثوم، حيث أعطي لأهل التكفين الترتيب التالي: الحقاء أولاً، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحة الأولى، وأخيراً أدخلتهم في الثوب الأخير.
وقد اعتمد جمهور العلماء مثل المالكية والشافعية والحنابلة لهذا الفعل بناءً على هذا الحديث النبوي الشريف الذي ورد في سنن أبي داود. ومع ذلك فقد ضعف الألباني هذه الرواية في "إرواء الغليل". ولكن هناك دليل آخر يدعم نفس الرأي حيث ذكر الجوزقي عن أم عطية رضي الله عنها أنها تولت تكفين إحدى النساء باستخدام خمسة أثواب.
من الناحية العملية، يشجع الفقهاء على اختيار عدد أكبر من الثياب لتغطية جسم المرأة بشكل كامل ومناسب نظرًا لعورتها المتزايدة مقارنة بالرجال أثناء الحياة وبعد الموت. ويمكن جمع هذه الاثواب بشكل ساتر ودقيق لتحقيق الاحترام الكامل للموتى وللمراسم التعبدية المرتبطة بالتكفين.
ومن بين الآراء الأخرى التي طرحتها بعض الشخصيات العلمية أنه يجوز تكفين المرأة بثلاثة أثواب فقط - تمامًا مثل كيفية تكفين الرجال - وذلك اعتمادًا على عدم وجود أحاديث مستنده تؤكد خلاف ذلك. لكن العديد من الفقهاء يؤيدون الرأي الأصلي باعتباره الأكثر دقة وتعبيراً عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفي النهاية، أكد فضيلة الشيخ ابن باز وفقه الله بأن أفضل طريقة للتكفين تشمل ثلاثة أثواب للرجال وخمسة للأعراض بالنسبة للسيدات. أما لجنة الفتوى الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز فقد أضافت تفاصيل عملية حول الطريقة المناسبة لإجراء التكفين للمرأة بطريقة تحترم خصوصيتها وعائلتها.
