- صاحب المنشور: نعمان بن عمار
ملخص النقاش:
مع انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب العرب، يبرز تساؤل مهم حول تأثير هذه المنصات الرقمية على صحتهم النفسية. تعتبر الدراسات الحديثة هذا الموضوع موضوعاً حيوياً، حيث يشكل شبابنا الشريحة الأكبر لاستخدام الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين استخدام مواقع التواصل والاضطرابات النفسية التي قد يعاني منها الفئة العمرية بين الـ18 و24 سنة، بناءً على بيانات جمعت من مختلف البلدان العربية الناطقة باللغة العربية.
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العربي نمواً هائلاً في عدد مستخدمي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة ملحوظة في استخدام خدمات ومنصات التواصل الاجتماعي. وفقًا لتقرير حديث صادرة عن شركة "We Are Social"، بلغ متوسط وقت الانترنت اليومي لكل فرد عربي حوالي ساعتين وخمس دقائق خلال عام ٢٠٢١ مما يجعله واحداً من أكثر الجماهير نشاطاً عبر الإنترنت مقارنة بباقي دول العالم.
هذه الزيادة الكبيرة في الوقت المستغرق أمام الشاشات جعلت الباحثين قلقين بشأن التأثيرات المحتملة لهذه القوة الجديدة على الصحة النفسية للجيل الجديد خاصة الذين هم الأكثر عرضة للتأثر بها بسبب مرحلة عمرهم الحساسة والمعرفية المتغيرة باستمرار. تشمل بعض المخاوف الرئيسة المرتبطة باستخدام الشبكات الاجتماعية الإجهاد النفسي، الاكتئاب، القلق العام وفقدان الثقة بالنفس كما يتضح من نتائج العديد من الأبحاث العلمية العالمية والعربية أيضاً.
الدراسات الداعمة
- وجدت إحدى الدراسات العربية - وهي دراسة أجرتها جامعة القاهرة بعنوان «تأثير وسائل التواصل الاجتماعي علي اضطرابات الحالة النفسيه» - وجود علاقة ارتباط وثيقة بين كميات كبيرة من وقت الشاشة واستخدام مواقع مثل الفيسبوك والتويتر وانستغرام وبين أعراض الاكتئاب لدى طلاب الجامعات المصرية بنسبة حددت بحوالي 63%
- كما أظهرت بحث آخر نشرته مجلة علم الاجتماع المعاصر تحت عنوان «دور مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بالاكتئاب لدى الطلاب»، اتجاه مشابه حيث كشف بأن هناك مستوى معنوية مرتفع للغاية للتلك الربط( p<0,001) بين مدى الاعتماد على صفحات متعددة وظهور علامات مرضية للإكتآب
بالإضافة لذلك، كان هناك تركيز متزايد نحو تأثيرات مواضيع مثيرة للجدل والتي يمكن الوصول إليها عبر تلك المقاربات التفاعلية. تلعب المواضيع ذات الطبيعة العنيفة أو العنيفة جسديا دوراً بارزاً بهذه السياقات مشكلة خطراً مضاعفا لحالات الخلل العقلي وسط فئات المجتمع المختلفة ولكن خصوصيتها تتطلب اهتماما خاصا عندما تكون الحلقة الأساس هي شرائح صاعدة كالفتيان والشبان. بالتالي فإن فهم عميق للعلاقات غير الخطية الموجودة داخل عالم الإنترنت الرقمي وكيف يؤدي استخدامه بطريقة خاطئة إلى تداعيات نفسية واجتماعية سلبيه يعد أحد أهم المجالات البحثية الضرورية حالياً.
بناء عليه، توصي الباحثة بمزيدٍ من التحقيقات النوعية والجماعية بغرض تحديد معايير وعادات الاستخدام الأمثل للحفاظ على سلامة الصحّة الذهنية وتعزيز القدرةعلى التعامل الصحي مع المعلومات المنتشرة بكث