كانت مصر رائدة بين الدول العربية عندما بدأت في استخدام الإنترنت لأول مرة. يعود تاريخ هذه الخطوة الهامة إلى الثمانينيات، تحديدا عام ١٩٩١، وذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل وزارة الاتصالات والمؤسسات التعليمية الرائدة آنذاك. كانت جامعة القاهرة مركزا رئيسيا لتطوير تقنيات الشبكات المحلية والدولية التي ساهمت بشكل كبير في نشر الإنترنت داخل البلاد.
في ذلك الوقت، كان المجتمع المصري يواجه تحديات متعددة فيما يتعلق بتقنية الاتصال الحديثة. ومع ذلك، فقد تمكنت الحكومة المصرية، ومن خلال رؤية مستقبلية موثوقة، من التعامل مع تلك التحديات برؤية ثاقبة. بدأ الأمر بمجرد تركيب جهاز كمبيوتر حديث يستطيع التواصل عبر البريد الإلكتروني ثم توسعت الخدمات ليشمل الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية.
كان الهدف الرئيسي لهذه الخطوة ليس فقط تقديم خدمة جديدة للمستخدمين ولكن أيضا دعم البحث العلمي والتطور الاقتصادي. وقد نجحت هذه الاستراتيجية بالفعل؛ إذ شهدنا زيادة هائلة في نسبة انتشار الإنترنت بعد سنوات قليلة من انطلاقها الرسمي. اليوم، يمكن القول إن مصر واحدة من أكثر البلدان نشاطاً وتقدما في مجال التكنولوجيا الرقمية في العالم العربي.
إن اختيار مصر كأول دولة عربية تستخدم الإنترنت يرجع أساساً إلى قوتها المؤسسية والقدرة الفنية المتاحة لديها وقتها. كما أنه يشير إلى مدى أهمية اتخاذ القرارات الحاسمة لدفع عجلة التنمية والبقاء محدثاً بالتقدم العالمي في مجالات العلوم والتواصل. وبالتالي، تعد قصة مصر قصة نجاح ومرشد لكل الدول الراغبة في مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بكل ثقة وإصرار.