• صاحب المنشور: محمد بن عمر
  
  ملخص النقاش:
  في عصرنا الحالي، لا يمكن إنكار التأثير العميق الذي تركته التكنولوجيا على حياتنا. بينما جلبت هذه الثورة العديد من الفوائد والمزايا غير المسبوقة، إلا أنها أتت أيضاً بتكاليف بيئية هائلة. إن الاستخدام المكثف للموارد الطبيعية والإنتاج الكبير للقمامة الإلكترونية والنفايات الكربونية هي بعض المشكلات التي تواجهها كوكب الأرض نتيجة للتطور التكنولوجي المتسارع.

من ناحية، تتيح لنا التكنولوجيا طرقًا أكثر كفاءة واستدامة لإدارة مواردنا الطبيعية. فمثلاً، تعتبر الأجهزة الذكية والروبوتات ذات دور مهم في الزراعة الحديثة، حيث تساعد في تحسين إنتاج الغذاء مع تقليل استهلاك المياه ومكافحة الآفات بطرق أقل ضرراً بالبيئة مقارنة بالأسلوب التقليدي. بالإضافة إلى ذلك، تساهم وسائل النقل الكهربائية مثل السيارات والدراجات الهوائية الخالية من انبعاثات الكربون في الحد من الانبعاثات الضارة وتلوث الجو.

بيد أن الجانب الآخر لهذه القصة يظهر كمية كبيرة ومتنامية من "القمامة الإلكترونية" - وهي مصطلح يشير إلى المنتجات الإلكترونية القديمة أو التي لم تعد قابلة للاستخدام والتي يتم التخلص منها كل عام. وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن حوالي 53 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية تم توليدها عالمياً عام 2019 بمعدل نموا سنوياً قدره نحو 4٪ منذ عقد واحد مضى مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى خطورته البيئية نظرا لاحتواء تلك المخلفات مواد ثقيلة سامّة ومعادن ثمينة تستغرق سنوات طويلة قبل تفكيكها والتخلص منها بأمان وطرق صحية وصديقة للبيئة.

ومن أهم التحديات الأخرى المرتبطة بالتكنولوجيا والأثر السلبي عليها هو استهلاك الطاقة الكبير للحفاظ عليها تعمل. فعلى سبيل المثال، تتطلب مراكز البيانات العملاقة المستخدمة لاستضافة خوادم الإنترنت وغيرها الكثير من الحوسبة السحابية مستويات عالية جدا من الطلب على الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات تبريدها والحفاظ على برودة الاجهزة الداخلية حفاظاً على أدائها المثالي لكن هذا النهج ينتج عنه ضغط كبير على شبكات الكهرباء وقد يتسبب أيضًا بازدياد اعتماد العالم على المحطات النووية والفحمية لتوليد الطاقة وهذا الأمر له عواقبه الوخيمة فيما يلي فيما لو تعرض لأضرار جسيمّة جراء زلازل طبيعية مثلاً.

وفي حين أنه ليس هناك حل بسيط لكل مشكلة طرحتها هنا حول كيفية تحقيق تناغم بين تقدم العلم والتكنولوجيا وبين احترام حقوق ورعاية نظامنا الإيكولوجي الصحي, إلا انه يوجد مجال واسع للإبداع والمبادرات المستدامة يمكن اتباع نهج أكثر مسؤولا تجاه استخدام تكنولوجيتنا اليومية وشجع الشركات المصنعة لدينا بشدة لصالح منتوجاتها اكثر دوام وانخفاض footprint الكربوني لها . ومن جهة أخرى ، يجب تعزيز الوعي العام بشأن إعادة التدوير وإعادة التدوير والحفاظ على المصادر الطبيعية وخفض نسبة هدر الطعام وكذلك تشديد العقوبات القانونية ضد شركات التصنيع البطيئة فى تحمل مسؤوليتها الاجتماعية وعدم قيام ملزمتهم بإزالة مخلفاتهم بعيدا بعيدا عن دورة التجارة وضمان عدم غمر الأسعار بالمستهلك النهائيين ضمن متطلباته الأولويات الجديدة المتعلقة بصيانة سلامتنا جميعًا وعلى وجه الخصوص أبناء الغد الأجيال المقبلة الذين سيكون عبئا فوق كاهلهم إدارة آثار التنكس الحمضي البيئي حاليًا إذا لم ندعمهم الآن لتحقيق هدف مستقبل أفضل.