• صاحب المنشور: حامد الهواري
  
  ملخص النقاش:
  

  في السنوات الأخيرة، شهدت الألعاب الإلكترونية انتشارا واسعًا بين فئة الشباب حول العالم. هذه الظاهرة ليست مجرد ترفيه بالنسبة للكثيرين ولكنها تحولت إلى جزء أساسي من حياتهم اليومية. ومع ذلك، فإن التأثيرات المحتملة لهذه الألعاب على الصحة النفسية للأطفال والشباب هي موضوع جدل كبير. يهدف هذا البحث إلى استكشاف العلاقة بين إدمان الألعاب الإلكترونية ومشاكل الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب الشخصية وأيضًا العزلة الاجتماعية.

من ناحية، يمكن للألعاب الإلكترونية تقديم العديد من الفوائد الإيجابية. فهي تعزز مهارات حل المشكلات والتخطيط الاستراتيجي وتساعد في تطوير القدرات المعرفية والمفاهيم المكانية لدى اللاعبين. كما أنها توفر فرصاً للتفاعل الاجتماعي وتعزيز العلاقات مع الآخرين الذين يشاركون نفس الاهتمامات عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم بعض أنواع الألعاب في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية عند اللعب لفترة محدودة.

ومع ذلك، هناك مخاطر مرتبطة بإدمان الألعاب الإلكترونية. عندما تصبح الألعاب هدفًا متكررًا أو حصريًا لمشاركة الوقت، فقد تؤدي إلى مشاكل صحية جسدية ونفسية. يمكن لهذا الإدمان أن يؤثر سلبًا على النوم، مما يتسبب في قلة النوم الشديد والجيد الأمر الذي يساهم في زيادة مستويات القلق والتوتر. علاوة على ذلك، قد يخلق الشعور بالعزلة الاجتماعية بسبب قضاء الكثير من الوقت بعيدا عن البيئة الواقعية وعلاقاتها الإنسانية الحقيقية.

أظهرت الدراسات العلمية وجود رابط بين إدمان الألعاب وقضايا الصحة النفسية الأخرى. الأفراد المدمنون للألعاب هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم غير المدمنين. وقد ينتج هذا الربط نتيجة لانخفاض الروابط الاجتماعية والعزل الذاتي المرتبط غالبًا بالإدمان. أيضًا، ترتبط لعبة "الفورتنايت"، وهي واحدة من أكثر ألعاب الفيديو شعبية حاليًا، بمعدلات عالية من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع حسب دراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا عام 2020.

لذلك، يبدو واضحًا أنه رغم مزاياها العديدة، يجب التعامل بحذر مع لعب الألعاب الإلكترونية. فالاستخدام المتوازن والحذر ضروري لمنع أي آثار ضارة محتملة على الصحة العامة والصحة النفسية خاصة.