في عصرنا الحالي، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن هل يمكن لهذه الشبكات أن تهدد استقرار الأسرة وتمسك الروابط الأسرية؟ بالتأكيد! فاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي له تأثيرات بعيدة المدى على العلاقات داخل الأسرة، سواء كانت علاقات زوجية أم أبوية أم حتى بين الأخوة. سنتناول هنا بعض المخاطر الرئيسية التي تشكلها هذه الوسائل على تماسك الأسرة:

1. تأثير على التواصل: إن الانغماس في عالم الإنترنت يمكن أن ينسف فرص الاتصال الفعلي بين الأفراد، فتتحول المحادثات اليومية والمناقشات العائلية إلى رسائل قصيرة وغير شخصية. هذا النمط الجديد من التفاعل يخلق حاجزا نفسيا ويفشل في تمرير المشاعر الحقيقية والمعبرة مثل تعابير الوجه والإشارات اللالفظية الأخرى.

1. تقليل وقت التجمع العائلي: مع انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، أصبح من السهل جداً قضاء ساعات طويلة على الفيسبوك أو تويتر بدلاً من الاستمتاع بلحظات هامة مع الأقارب المقربين. هذا الحرمان المتزايد للتفاعل البدني يضعف روابط الثقة والحميمية داخل المنزل.

1. تقويض الثقة الزوجية: وفقاً لدكتور دارين آدامسون -الباحث الشهير في مجال الصحة العاطفية للأزواج- هناك ثلاث طرق أساسية كيف تساهم فيها مواقع التواصل الاجتماعي في زعزعة ثبات الزواج:

• *الإبعاد عن الشريك*: يصبح الاعتماد المرضي عليها مدعاة لإهمال الاحتياجات العاطفية لشركاء الحياة، مما يؤدي للشعور بعدم الراحة والسخط عندما يتم قطع الوصول إليها.
• *مقارنة الذات*\*: غالباً ماتكون المنشورات والصور الموجودة على هذه المواقع مكررة وشخصنة للغاية، مما يدفع مستخدميها لتقييم واقعهم الخاص بمقياس افتراضي غير واقعي. ستنشأ بذلك حالة دائمة من عدم الرضا والشعور بالنقص تجاه الآخرين.
• *الخيانات السرية*: ولسوء الحظ فإن سهولة الاختلاط بالأصدقاء القدامى والجيران القريبين عبر الإنترنت قد تعرض حياة المرء الزوجية لعوامل خطيرة كونها أرض خصبة للحصول واستقبال الرسائل الغرامية المشبوهة دون علم الطرف الثاني.

إن إدراك هؤلاء المؤثرات السلبيّة ضروري لاتخاذ قرار رشيد بشأن كيفية استخدام تكنولوجيا العالم الرقمي بطريقة مسؤولة تحافظ على سلامة وصحة مجتمعنا الاسري الصغيرة والكبيرة .