- صاحب المنشور: زيدون بن جابر
ملخص النقاش:
التقرير المفصل:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الملايين حول العالم. بينما تقدم هذه المنصات فرصا عديدة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، إلا أنها قد تحمل أيضا آثار سلبية على الصحة النفسية للمراهقين.
من جهة، يمكن لهذه الوسائل أن توفر مساحات آمنة للتعبير عن الذات ومشاركة الأفكار والمشاعر. كما أنها تسمح للمراهقين بالانضمام إلى مجتمعات مهتمة بنفس الهوايات أو القضايا التي يدور حولها نقاش. هذا الشعور بالانتماء والدعم الاجتماعي مهم للغاية لتطورهم النفسي.
ومع ذلك، هناك جانب مظلم لهذه الظاهرة. تشير عدة دراسات إلى أن الاستخدام المفرط لهذه المنصات قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب لدى المراهقين. فالتعرض المستمر للصور "المثالية" التي يتم تقديمها عبر هذه المنصات قد يسبب عدم الرضا عن النفس والشعور بالفشل بسبب المقارنة الدائمة مع الآخرين. علاوة على ذلك، فإن التنمر الإلكتروني آخذ في الارتفاع أيضا، مما يشكل تهديدا كبيرا لسلامتهم العقلية واحترامهم لذواتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر قضاء وقت طويل أمام الشاشات سلبا على نوعية النوم، حيث يميل المراهقون الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة إلى الحرمان من النوم بسبب الضوء الأزرق الذي تصدره تلك الأجهزة. هذا بدوره يرتبط بانخفاض مستوى هرمون الميلاتونين، وهو أمر ضروري لنمو صحي والحفاظ عليه.
وعلى الرغم من وجود بعض الدراسات المشجعة حول فوائد وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز مهارات الاتصال الاجتماعي والتعاون بين المراهقين، إلا أنه يجب توخي الحذر. إن تنظيم وقت الشاشة وجعلها جزءا متوازنة من روتين اليومي يعد خطوة ضرورية نحو ضمان صحة نفسية أفضل لهؤلاء الشباب. يجب تشجيع ثقافة صحية فيما يتعلق باستخدام الانستقرام وغيره من المنصات الرقمية، بحيث يتم تعليمهم كيفية تحديد الأولويات ومعرفة متى يجب أخذ استراحة من العالم الافتراضي وإعادة التركيز على الجوانب الأكثر أهمية في واقعهم المباشر.
في النهاية، بينما تحمل وسائل التواصل الاجتماعي إمكانيات هائلة لإحداث تغيير إيجابي، إلا أن تأثيراتها على الصحة النفسية للمراهقين تستحق اهتمامنا وعملنا الدؤوب لاتخاذ قرارات مدروسة ومسؤولة عند استخدامها.