في عصرنا الحالي، تُعتبر وسائل الإعلام والتواصل الحديثة ركائز أساسية تؤثر بشكل مباشر وتشكل الرأي العام والعقل الجمعي للمجتمعات حول العالم. مع ظهور تقنيات الاتصال المتطورة مثل الإنترنت، ومنصات التواصل الاجتماعي، والقنوات التلفزيونية العالمية، أصبح بإمكان الأفكار والمعتقدات الانتشار بسرعة فائقة عبر الحدود الجغرافية والثقافية. هذا التحول الكبير في كيفية توصيل الأخبار والأحداث جعل لدينا فهمًا جديدًا لمدى تأثير وسائل الإعلام على تشكيل وجهات نظر الناس وردود أفعالهم تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
إن طبيعة وسائل الإعلام الحديثة تكمن في سرعتها ودقتها وتميزها بالنطاق الواسع للوصول إلى الجمهور المستهدف. يمكن لهذه المنصات إيصال معلومات دقيقة وسرية في وقت قصير، مما يجعل منها أدوات فعالة لتوجيه الرأي العام نحو مواقف محددة. ومع ذلك، هذه السرعة نفسها قد تتسبب أحياناً في نشر شائعات وأخبار كاذبة إذا لم يتم توخي الحذر والدقة أثناء عملية التوزيع. لذلك، فإن المسئولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية والمستخدمين الأفراد للتأكد من مصدر ومصداقية المعلومة قبل مشاركتها.
ومن الأمثلة البارزة لتأثير وسائل الإعلام في تشكيل العقل الجمعي هي كيف أثرت حملات الدعاية خلال الحرب العالمية الثانية. فقد استخدمت دول المحور وألمانيا النازية تحديدًا تلك الوسائل لنشر سموم العداء والإبادة ضد اليهود وغيرهم ممن تعتبرهم "عدو"، مما ساهم بشكل كبير في تهيئة المجتمع الألماني لفكرة الإبادة الجماعية لاحقًا. وبالمثل، يمكن أيضاً رؤية دور مشابه لما لعبته الحملات الدعائية الأمريكية خلال حرب الخليج الأولى باستخدام الرسائل المرئية والصوتية المؤثرة لتحريض الشعب الأمريكي على دعم سياساتها الخارجية آنذاك.
كما شهدنا مؤخراً كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على توجيه الرأي العام بشأن العديد من القضايا الحساسة كالتمرد المصري عام ٢٠١١ والحركات الاحتجاجية الأخرى التي نشأت عنها الربيع العربي؛ إذ كانت وسيلة رئيسية لتبادل المعلومات ونشر الوعي بكيفية سرعة انتشار الفكرة بين الشباب تحديدا الذين كانوا الأكثر استخداما لها حينها . بالإضافة لذلك ، كان هناك أيضا تأثيرات غير مباشرة تتمثل فى تغيير مفاهيم النجومية التقليدية لصالح مشاهير وسائل التواصل الذى اصبح لهم تاثير واسع فيما يعرف بمؤسسة "مشاهير الصفر" والتي بدورها شكلت رأي شباب كل مجتمع بطريقة مختلفة تماماً حسب محتواه وهويته الثقافية الخاصة بكل بلد عربي مستغل بذلك كل خصوصيتها وفروقاتها البيولوجية والنفسية والسيكولوجية لكل شعب .
وفي المقابل، نجد أيضًا أمثلة إيجابية لكيفية تعزيز الوحدة الوطنية والثقافة العامة عبر وسائل الإعلام الهادفة. على سبيل سبيل المثال، الرياضيون العرب الذين اكتسبوا شهرة عالمية بسبب مهاراتهم الرياضية مثل محمد صلاح لاعب كرة القدم المصري الشهير وما له من صدى لدى الجمهور الشاب المتحمس لكرة القدم ليس فقط داخل مصر ولكن أيضا خارج حدود الوطن العربي نفسه. كما قام بعض مذيعين وصحافيين عرب بتقديم خدمات صحفية هامة جداً مرتبطة بالأوضاع الإنسانية المعيشة وظروف الحياة اليومية لسكان مناطق الأزمات سواء الأن أو تاريخياً وهذا يعكس رؤيتنا للعالم كجزء مترابط بشكل وثيقة ولا يجوز لنا اغلاق اعيننا امام ما يحدث خلف البحار بغض النظرعن اعتقادنا بان الموضوع لن يؤثر بنا او ان الدول العربية ليست مسئولة عنه بما أنها جزء منه بحكم الموقع الجغرافي والتاريخ المشترك الذي جمعنا جميعاً سوياً تحت مظلة الشرق الاوسط واحده ولو اختلف نظام الحكم فيها حاليًا لكن التاريخ يدون دائماً الحقائق وليس الغايات السياسية اللحظيه ذات الطابع الاناندي للأفراد!
وبالتالي، فإن القدرة الهائلة لإعلامنا الحديث ولوسائل اتصالِنا الحديثة تقوم أساساً علي وظيفة التأثير والتغيير للشكل النهائي للحظة مصيريّة في حياة أي مجتمع إذ أنه قادرٌ علّ تفجير روح الثورة الشعبيَّة وكذلك يستطيع تنظيم وقمع حركة احتجاج مسلحة او تمرد اقليمي اذا لجأ مسؤولوه لاستخدامه وفق سياسة قصر المدى المصطنعة لأجل تحقيق مكاسب حزبية ضيقة ترضي مطامح فرقة فرد واحد او طبقه اجتماعيه محلية وكليهما ارتهان خطير وقد يكون كارثة فاجعه إن لم يكن هنالك توازن مناسب لمنع تجاوزه الحد الطبيعي المعتاد واستبداله برؤية واضحة وصحيحة لقوانين الفيزياء النفس الاجتماعى المتعارف عليها علميا منذ آلاف الأعوام السابقة !
ختامًا، وعلى الرغم من أهميته وفعاليته القصوى فان دراسة وتحليل مفعوله ضروريا للغاية لحماية حرية الاستقلال العقلي للفئة الأكبر عمرياً ضمن مجتمعنا بهدف منع تضخم سلطة اي مؤسسه تدعو الي طاعة شخص بعينه بدون محاسبه ويجب العمل بلا هواده بناء منظومات اعلام رقمي موثوق بها تساعد المواطنين بالحصول على المعلومات المفيدة بغض النظر عن اختلاف ميولاتهم الشخصية وايمانهم الديني المختلف كذلك الأمر بالنسبة لأصحاب المناصب الحكوميه المنتخبه ديمقراطيا اذ عليهم تحمل مسئولية أخلاقيتهم أمام سكان بلدانهم وعدم انتحال صفات القدسية الوهميه لانفسهم لان الواقع العملى يقيد الجميع باحترام سلطة القانون وحقوق الآخرين بنفس المقدار ويتحتم عليهم التعامل بحرصه شديده عند تصرفاته لأن عقله المفتوح دائمآ لرؤية مشاكل يوميات الناس المتضرره سوف يخلق تسلسل حكم افضل يعملُ لمصلحه شعبه اولآ وآخراً وهو هدف جل سامٍ يسعى إليه معظم منتخبو المجالس التشريعية بالمملكة العربية السعودية مثلاً !! بالتأكيد سيكون هناك الكثير مما ينطبق عليه نفس الظروف الرئيسية ذكرت سالفا داخل البلاد المغربية والسورية والتونسية ايضا ! لذا بات واضحًا بجلاء كون الضابط الوحيد للاستخدام المثمر للإعلام الرسمي والفوري هو قدرتنا نحن كمجموعه مواطني دولة واحدة امتداد جغرافيا لمجموعة دول المنطقة جميعاً مقدرتنا الذاتيه للتحقق السلبي وإعادة التركيب المتكرر لما نقدمه للساحة الألكترونيّه بصورتها الجديدة المبهره والذي يعد اختراع القرن الواحد والعشرين لعقول البشر كافة فهو رمز التفكير الحر الحراري الخاص بسلوك الفرد الممتاز طور إنتاج ثورات معرفيه جديدة ترتقى بفكر الإنسان وتعطي الفرصة لبقاء الفكرة الافضل وتوحيد الصفوف مجددَا خدمة لوحدة وطنيه اخترتها حريه الاختيار وليس فرض واقع واقع!!