سهيل سات هو قمر صناعي سعودي متقدم يُعد جزءاً أساسياً من الاستراتيجية الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا الفضاء في المملكة العربية السعودية. تم إطلاقه في عام 2018 بواسطة شركة "أركوسبيس" الأمريكية ضمن برنامج تطوير القدرات التكنولوجية للمملكة. يقع القمر الصناعي في مدار ثابت بالنسبة للأرض عند خط عرض 26 درجة شرقا، مما يسمح له بتوفير تغطية واسعة ومستمرة لجميع مناطق المملكة والخليج العربي والمناطق المجاورة.
يهدف مشروع سهيل سات إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية مهمة. أولها، تحسين البنية التحتية للاتصالات داخل المملكة وخارجها عبر تقديم خدمات الإنترنت عالي السرعة وخدمات البيانات المرئية والصوتية وغير ذلك الكثير. ثانيها، دعم قطاع التعليم والتوعية العلمية للشباب السعودي من خلال بناء قدراتهم ومعارفهم التقنية وتشجيع الابتكار في مجال تكنولوجيا الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يساهم سهيل سات بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال خلق فرص عمل جديدة ودعم صناعة الاتصالات وتكنولوجيا الفضاء المتنامية بالمملكة.
يتمتع سهيل سات بمواصفات تقنية متقدمة تشمل مجموعة كبيرة من الأجهزة والاستشعارات عالية الدقة التي تساعد في جمع البيانات وتحليلها بدقة عالية. ويستخدم تقنيات حديثة لتوجيه واستقبال الإشارات الراديوية مع نظام مضاد للحرارة يحافظ على ظروف التشغيل المثلى للقمر الصناعي حتى تحت درجات الحرارة القصوى في مدار الأرض الأرض الخارجي.
من الناحية العملية، يؤثر فعالية سهيل سات تأثيراً مباشراً على حياة المواطنين والشركات بالسعودية ومنطقة الخليج عموماً، حيث توفر خدماته اتصالا مستداما وبأسعار تنافسية مقارنة بخيارات الاتصال الأخرى مثل الأقمار الاصطناعية الخاصة بشركات أخرى أو شبكات الجوال المحلية. كما أنه يدعم المشاريع الحكومية المختلفة كالرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمي بفضل قدرته على نقل كميات ضخمة من البيانات بسرعات هائلة.
وفي سياق أوسع، يعتبر مشروع سهيل سات مثال حي لاستقلال المملكة في المجالين العسكري والعلمي، ويعكس طموحاتها المستقبلية نحو الريادة العالمية في علوم وتطبيقات الفضاء. وقد كشف هذا المشروع عن مهارات سعودية ملهمة في تصميم وإنشاء وصيانة هذا النوع المعقد من المنشآت الفضائية، مما يعزز الثقة بأن البلاد قادرةٌ على القيام بإنجازات رائدة أخرى في المستقبل القريب.
