تعتبر نظم المعلومات أحد أهم التطورات التي شهدتها العصر الرقمي الحديث، وهي تشير إلى استخدام الأنظمة والبرامج لجمع ومعالجة وتخزين وتوزيع البيانات ذات الصلة لتحقيق أهداف المنظمة المختلفة. تتضمن هذه النظم مجموعة من التقنيات مثل قواعد البيانات وبرمجيات إدارة الجداول والأدوات التحليلية وغيرها الكثير.
في الماضي القريب نسبياً، كانت الشركات تعتمد بشكل كبير على الأفراد لإدارة بياناتها وتحليلها يدوياً. ولكن مع تقدم الحوسبة وانتشار الإنترنت، أصبحت هناك حاجة ماسة لنظم يمكنها التعامل مع كميات هائلة من البيانات بطريقة أكثر كفاءة ودقة. هنا يأتي دور نظم المعلومات.
تتنوع أنواع نظم المعلومات حسب الغرض منها، فقد تكون خاصة بإدارة العمليات التجارية داخل الشركة (نظام معلومات إداري)، وقد تكون موجهة نحو دعم اتخاذ القرارات الاستراتيجية (نظام معلومات استخباراتي). بالإضافة إلى ذلك، يمكن تصنيف بعض النظم بناءً على نوع الصناعة كالأنظمة المصرفية الصحية الطبية والنقل والمزيد.
لنفهم كيف تعمل تلك النظم بشكل عملي، فلنتصور سيناريو بسيطاً لشركة إنتاج غذائية تستخدم نظام معلومات لإدارة سلسلة توريد منتجاتها. أولاً، يتم جمع البيانات حول طلبات الزبائن عبر الموقع الإلكتروني للعملاء وأجهزة الهاتف الذكية الخاصة بهم. ثم تقوم قاعدة البيانات بتجميع هذا الطلب وإرسال الأمر للإنتاج وفقا للكميات والمنتج المحددين. بعد الانتهاء من الإنتاج، يقوم النظام بتحديث المخزون ويخطر المستودعات البائعة بتعبئة المنتجات وردها للمستهلكين. وبذلك نرى التأثير الكبير لنظام واحد في تنظيم سير العمل بكامله.
ومن الأمثلة الواسعة لاستخدامات نظم المعلومات الحديثة ما هو حادث في مجال الصحة العامة أثناء جائحة كورونا العالمية؛ حيث لعبت تقنية "التتبع والعزل" دوراً حاسماً في احتواء الفيروس من خلال مراقبة حركة الأشخاص الذين قد يكونوا معرضين للإصابة ومكافحة انتشار العدوى قبل تفشي المرض مجدداً.
إن مفتاح نجاح أي منظومة معلومات يكمن أساساً في تصميم واضح يسهّل الوصول والاسترجاع الفعال للبيانات عند الحاجة إليه. كما تلعب التدريبات والتثقيف الدائم للعاملين دور مهم أيضاً لتجنب سوء استخدام تلك الأدوات وضمان تحقيق الفائدة القصوى منها. أخيرا وليس آخرا، تعد سياسة الأمن السيبراني ضرورية لحماية خصوصية المستخدم وعدم تسرب المعلومات السرية.
وبهذا، فإن تطوير وصيانة نظم فعالة للمعلومات يعد جزء حيوي لأتمتة عمليات الأعمال وتعزيز القدرة التنافسية للشركات بمختلف أحجامها وفئاتها. فالعصر الحالي يشهد تحولاً جذرياً للدوائر الاقتصادية والسوق العالمية تحت مظلة اقتصاد المعرفة المبني اعتمادُه الكليّعلى قوة التصميم والحساب المنطقي للأرقام والداتا!
