تُعدّ المجاهر الإلكترونية أدوات علمية متقدمة تساهم بشكل كبير في توسيع نطاق الرؤية البشرية إلى مستويات دقيقة لم تكن ممكنة من قبل. هذه الأجهزة قادرة على كشف التفاصيل الدقيقة داخل الخلايا والحبيبات الجزيئية التي يصعب رؤيتها باستخدام المجاهر الضوئية التقليدية. دعنا نتعمق أكثر لنستكشف بعض أنواع المجاهر الإلكترونية وتطبيقاتها الفريدة.
- المجهر الإلكتروني المسح: هذا النوع من المجاهر يستخدم شعاعا إلكترونياً مسحاً لإنشاء صورة عالية الدقة للأشياء الصغيرة جداً. يمكن لهذه الصور توضيح بنية العينات بدءاً من الجزيئات حتى خلايا النباتات و الحيوانات المجهرية. يُستخدم بكثرة في مجال علم الأحياء والأبحاث الطبية والعلوم البيولوجية الأخرى.
- المجهر الإلكتروني النقل: يعمل بطريقة مشابهة للمسح لكنه يستخدم حزمة مستقرة من الإلكترونات لتكوين الصورة مباشرة عبر الجهاز البصري. يوفر هذا النوع من المجاهر القدرة على تحليل عينة واحدة بعدد مختلف من الزوايا، مما يسمح بمزيد من فهم العمليات الداخلية المعقدة للعينات تحت البحث.
- المجهر الإلكتروني النافذ: يتميز بقدرته على رؤية الهياكل الداخلة للخلايا بدون الحاجة لتقطيع العينة كما يحدث في أنواع أخرى من المجاهر الإلكترونية. لذلك فهو مفيد للغاية في الدراسات حول وظائف الأعضاء ودراسة التفاعلات بين الخلايا والبيئة الخارجية.
- **مجهر قياس الطاقة بالأشعة السينية": يستغل طاقة الأشعة السينية الصادرة من العينات لدراسة التركيبة الكيميائية لها مع تحديد الموقع ثلاثي الأبعاد لكل ذرة فردية ضمن تلك التركيبة. هذا مهم خصوصاً في علوم المواد والكيمياء الفيزيائية وغيرها من مجالات البحوث المتخصصة.
- المجهر الإلكتروني المقاطع: يقوم بتوفير صور ثلاثية الأبعاد لعينات صغيرة جدًا، حيث يتم بناء الصورة بناءً على مجموعة كبيرة ومتنوعة من القراءات الجزئية العديدة التي تقوم بها عدسة المكشاف الخاصة بالمجهر والتي تمثل كل جزء صغير من العينة عند زاوية مختلفة قليلاً مقارنة بالباقي . وبالتالي، يتم تشكيل صورة ثلاثية الأبعاد كاملة الظلال لأجزاء صغيرة جدًا ومعقدة للغاية قد تكون مخفية بواسطة ضوء الشمس نفسه لو كانت مرئية بالعين البشرية!
هذه فقط بعض الأمثلة على تنوع وقدرات المجاهر الإلكترونية الحديثة التي جعلتها شائعة الاستخدام ليس فقط في الجامعات والمختبرات الأكاديمية ولكن أيضاً في الصناعة والبحث التجاري العالمي لهندسة المواد والتطورات الطبية والعلمية الرائدة الأخرى اليوم.