صندوق البريد هو عبارة عن صندوق معدني مثبت عادةً على الجدران خارج المنازل أو المباني التجارية، وهو بمثابة العنوان الرسمي لأصحاب الأعمال أو الأفراد لاستلام وإرسال الرسائل والإعلانات والبضائع عبر خدمات البريد المختلفة. يعود تاريخ نشأة صناديق البريد إلى حضارتنا القديمة، حيث بدأت أولى نماذجه في مصر القديمة وروما القديمة وفي مختلف الثقافات حول العالم. وقد جاءت أشكال وممارسات مختلفة لإدارة الخدمات البريدية قبل ظهور النظام الحديث لتوزيع البريد. اليوم، يعد صندوق البريد جزءًا أساسيًا من بنية المجتمع المعاصر، مما يسهل التواصل والتبادل التجاري عبر الشبكات البريدية المتطورة عالميًا.
منذ القدم، كان البشر بحاجة ماسة لإيجاد حلول فعالة لتبادل الأخبار والمعلومات بسرعة وكفاءة. وكانت أولى المحاولات تنطوي على رسول بشري يحمل برسائل مكتوبة يدويًا وينقلها لمسافات طويلة. ومع مرور الزمن، أدى اختراع الكتابة ونشرها إلى تغيير طريقة اتصال الشعوب فيما بينها. ومع ذلك، ظل دور "الرُسُل" بارزًا حتى بعد انتشار القراءة والكتابة، كما يمكن ملاحظته في المجتمعات البدائية والعصور الوسطى.
مع تقدم الزمان وتغير احتياجات الاتصال، ظهرت طرق وأنواع متنوعة لإرسال واستلام الرسائل اعتمادًا على طبيعة محتواها وأهميتها وحجمها وسرعة التسليم وغيرها من الاعتبارات الفنية. وهكذا انتقلت المراسلات البرقية إلى المجالات البحرية والجوية لتحقيق سرعات أعلى وآفاق أرحب. إن التقدم الهائل في تكنولوجيا المواصلات سمح لنا الآن بإرسال واستقبال البيانات الرقمية فوريًا باستخدام شبكات الإنترنت العالمية؛ لكن يبقى تأثير صندوق البريد ثابتًا كمؤشر دائم للحنين إلى الماضي وتعزيز الروابط الاجتماعية رغم قيام ثورتين بريتين وجويتين ثوريتين.
