في عصر التكنولوجيا الرقمية سريع الحركة, أصبح الإنترنت مساحة واسعة ومفتوحة للجميع للتواصل والتفاعل عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة والبريد الإلكتروني وأنظمة الدردشة وغيرها الكثير. ومع ذلك، قد تتحول هذه المساحات الافتراضية إلى ساحات لتنوع أشكال جديدة من العنف والمعاناة - وهو ما يعرف غالباً بـ "التنمر الإلكتروني". هذا النوع المتزايد من الانتهاكات له عدة مظاهر تستحق الفحص والمناقشة.
**1. الإساءة الشخصية**: تشمل الرسائل المسيئة والمهينة التي تهدف لإلحاق الأذى النفسي بالضحايا. قد تتضمن التعليقات الجارحة حول مظهر الشخص أو خلفيته العرقية أو دينه أو أي جانب آخر يمكن استخدامه لتشويه صورته أمام الآخرين.
**2. التنمر المستند إلى الصور والفيديوهات**: نشر معلومات شخصية غير مرغوب فيها مثل الصور أو مقاطع الفيديو بدون إذن صاحبها، بهدف خفض قيمته الذاتية وإحداث الضرر الاجتماعي.
**3. التحرش الجنسي عبر الإنترنت**: يشير هذا النوع من التنمر الإلكتروني إلى استخدام اللغة الصريحة جنسياً بطريقة مهينة ومزعجة تجاه شخص ما.
**4. الاستبعاد الاجتماعي**: عندما يقوم مجموعة معينة باستبعاد فرد واحد بشكل متكرر من المحادثات الجماعية أو مجموعات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة والإقصاء.
**5. السبام (Spam)**: إرسال كميات كبيرة ومتكررة من البريد الإلكتروني الغير مرغوب فيه لأهداف مضايقة واستنزاف موارد الضحية.
**6. القرصنة والمخترقون*: اختراق حسابات الأفراد وحجب الوصول إليها، بالإضافة لاتخاذ شكل أكثر خطورة وهو سرقة المعلومات الشخصية والحساسة لاستغلالها في أعمال أخرى ضارة مثل الاحتيال أو ابتزاز المال.
**7. التصيد والدسيسة**: انتشار الشائعات والأخبار الخاطئة عمداً للإضرار بصورتك العامة بين الناس، وهي إحدى العقبات الرئيسية للألفايات الافتراضيّة الحديثة والتي تحتاج لقوانين رادعة لمواجهتها بكفاءة أكبر.
لتجنب الوقوع فريسة لهذه الأنواع المختلفة من التنمر الإلكتروني، يُشدد على أهمية تثقيف الشباب بشكل خاص حول حقوقهم وكيفية حماية خصوصيتهم ضمن العالم الرقمي الواسع. كما ينصح بتشجيع الأطفال والشباب للاستعانة بالحكام ذوي السلطة عند تعرضهم لحالات تنمر إلكترونية وتسجيل الأدلة اللازمة كرسائل إلكترونية وصور وشهادات شهود محتملة للحصول على قدرٍ مناسب من العدالة واتخاذ التدابير المناسبة ضد مرتكب الجرم مستقبلاً لمنعه من الاعتداء مجدداً وبالتالي إنقاذ المزيد ممن هم قابلين للمخاطر نتيجة لرجم البعض بالأحجار الوهمية! وفي النهاية، تبقى مسؤوليتنا الأخلاقية نحو رصد ودعم أولئك الذين يقعون ضحية مثل تلك الممارسات العنيفة ضروري للغاية لمساعدتهم على اجتياز عوائق الحياة والمضي قدماً بثقة واحترام ذاتٍ أعلى وعلى الرغم مما يعتري عالم التقنية اليوم إلا أنه بالإمكان دائمٌ السعي لبناء مجتمع افتراضي آمن وصحي يحترم جميع أفراده ويقدم بيئة تعاونية مثمرة لهم جميعاً بلا تمييز جنسي، عرقي، ثقافي ولا حتى عمراني أيضاً!