في العام ١٩٩٥، أثناء فترة دراستهما العليا بكلية علوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد الشهيرة بالمكسيك، التقى العالميان المستقبليان: لاري بيج وسيرغي برين. وكان ذلك خلال برنامج ترحيبي خاص بتلك الفترة لهم كطلاب جدد. قاد بيرنين تلك الرحلة السياحية حول سان فرانسيسكو حيث تعرف عليهما أكثر وانبهر بإمكاناته العلمية الاستثنائية مما جعل صداقتهم قوية منذ ذلك اللحظة.

بعد سنة واحدة فقط، بدأت فكرة عملهما المشترك لتغيير طريقة تصفح الإنترنت تمامًا. استغل الصديقان اهتمامهما المتبادل بحقل الذكاء الاصطناعي وبرمجيات الشبكات الضخمة لتحقيق انجاز غير مسبوق حين ابتكرا نظام ترتيب صفحات المواقع الإلكترونية بناءً على مدى ارتباطاتها المختلفة داخل المنظومة الواسعة لمواقع الانترنت وقتها. وسموا اول نسخة تجريبية لهذه الآلية الجديدة باسم BackRub والتي تطورت فيما بعد لتصبح الاسم المعروف عالمياً اليوم وهو 'Google'. وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه, قام الثنائي بتسجيل حقوق الملكية لأعمالهما تحت مظلة شركات صغيرة خاصة قبل توسيع الأعمال بشكل كبير وتحويلهما لشركة رائدة الآن تضم آلاف الموظفين والمكاتب حول العالم.

أما بالنسبة لسيرة حياة المؤسسين، فإن سيرجي برين ولد في ٢١ أغسطس عام ١٩٧٣ لعائلة سوفياتية هاجرت لاحقا للإقامة الدائمة بولاية ماريلاند الأميركية. نشأ وسط أسرة تهتم بالقراءة والثقافة العامة وتعليم الأطفال مبكرًا وفق نهج 'مونتيصوري' الذي ساعد كثيرا على تنمية قدرات ابنه الأكاديمية المبهرة خصوصًا بجوار موهبته الطبيعية في مجالي الرياضيات والتكنولوجيا الرقمية. توجه لدراسة الهندسة والحوسبة بجامعتيه الأمريكيتين الشهيرتين -ماريلاند وكلية هارفارد-. كما تربطه أيضًا علاقة وثيقة بلاري بيج المحترف ذو الأصول أيضا أمريكية والذي جاءت ولادته يوم ٢٦ مارس عام ١٩٧٣ عقب ميلاد منافسه بسنة كاملة تقريبًا. شاركا نفس البيئة الاجتماعية والفكريّة كون أبيه أيضًا خبير حاسبات بارع ويعتبر أحد رواد هذا التخصص بالإضافة للأستاذ المناسب له بالتدريس لفترة طويلة بمؤسسة ميشيغن لحفظ تراث الآباء والأجداد الجامعية الكبرى كذلك. اكمل بكالوريوس وحصل على درجتها الأولى بنفس المؤسسة النابضة بالحياة والمعرفة الواسعة لاحقا حصل فيها علي فرصة دخوله لبرامج ما بعد الماجيستير ولم يتمكن إلا بسبب دعم صديقه المقرب السابق الذكر والذي يدعى حاليًا رئيس مجلس إدارة الشركة الأعلى ثروات بالعالم حسب التصنيف الأخير لجريدة فوربس للسنة الميلادية الماضية.