- صاحب المنشور: شكيب البركاني
ملخص النقاش:
في أعقاب جائحة كوفيد-19، شهد العالم تحولاً كبيرًا في مجال التعليم مع انتقال العديد من المؤسسات التعليمية إلى المنصات الرقمية. هذا التحول لم يكن مجرد استجابة مؤقتة بل أصبح ظاهرة دائمة ستشكل مستقبل التعليم الإلكتروني. هنا نستعرض كيف أثرت الجائحة على التعليم وعملت على تسريع اعتماد التكنولوجيا فيه.
جائحة كوفيد-19 أجبرت المدارس والمعاهد الجامعية حول العالم على الانتقال فوريًا نحو التعلم عبر الإنترنت. تلك الخطوة التي كانت تعتبر "مستقبل" التعليم قبل الوباء، وجدت نفسها حاضرة ومطروحة فورًا. وفقًا لدراسة نشرتها UNESCO, خلال الأشهر الأولى للوباء, انخفض الوصول الفعلي للمدارس بنسبة كبيرة وصلت حتى 80% في بعض المناطق. هذه الأزمة الصحية العالمية سرّعت عملية تبني التكنولوجيا الحديثة في مجال التربية والتعليم.
أصبح التواصل الآمن والتفاعل بين الطلاب والمدرسين أكثر سهولة باستخدام أدوات مثل Zoom, Microsoft Teams, Google Classroom وغيرها الكثير. كما زادت شعبية تطبيقات التعليم الذكي مثل Duolingo وألعاب تعليمية رقمية أخرى مما جعل العملية التعليمية ممتعة ومحفزة لجميع الأعمار.
بالإضافة إلى ذلك, سلط الوباء الضوء على أهمية القدرة الرقمية لدى المعلمين والإداريين. فقد تم تحديهم لتطوير مهارات جديدة تتعلق بتوفير الدروس عبر الإنترنت وتقييم الطلاب عن طريق الاختبارات الرقمية. وقد خضع كثير منهم لحلقات تدريبية مكثفة لمساعدتهم على التأقلم مع البيئة الجديدة.
وعلى الرغم من وجود تحديات كثيرة مرتبطة بالتحول المفاجئ -وخاصة فيما يتعلق بالتفاوت الاجتماعي والرقمي الذي يعيق البعض- إلا أنه يبدو واضحا بأن المستقبل سيكون لفوائد استخدام التكنولوجيا في التعليم الرقمي. حيث يمكن للتكنولوجيا مساعدة الطلاب الذين يواجهون صعوبات تعلم معينة عبر تقديم دورات مخصصة ومتنوعة. كذلك فإن البرامج الناشئة حاليا والتي تعمل على تطوير ذكاء اصطناعي قادر على فهم احتياجات كل طالب وتقديم مواد دراسية مصممة خصيصًا له تعد بإحداث ثورة هائلة في طريقة توصيل المعلومات واستيعابها.
وفي النهاية، ربما تكون جائحة كوفيد-19 قد غيرت وجه التعليم للأبد, لكنها أيضا عززت الحاجة الملحة للتركيز على الاستثمار في التقنيات المتطورة التي توفر فرص متساوية لكل الأطفال بغض النظر عن الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية. فالاستخدام الفعال للتكنولوجيا في التعليم ليس خياراً، ولكنه ضرورة ملحة لتحقيق العدالة التعليمية وتعزيز جودة التعليم لأجيال المستقبل.