يتكون البركان بشكل أساسي من ثلاث طبقات رئيسية، كل واحدة منها تلعب دوراً حاسماً في العمليات الجيولوجية التي تؤدي إلى ثوران البركان. الطبقة الأولى هي الوشاح العلوي (Asthenosphere)، وهو طبقة رقيقة من الصخور المنصهرة جزئياً والتي تمتد تحت القشرة الأرضية مباشرةً. هذه المنطقة ساخنة للغاية وذائبة جزئيّاً مما يجعلها قادرة على التحرك والتمدد بسهولة، وهذا ما يسمح لها بدفع المواد الحارة نحو الأعلى عبر قنوات ضيقة داخل القشرة الأرضية.
تتبع ذلك الطبقة الثانية وهي القشرة الأرضية (Lithosphere). تتكون هذه الطبقة من صخور أكثر كثافة وصلابة مقارنة بالطبقة السابقة، لكنها ليست ثابتة تمامًا؛ فالقشرة نفسها يمكن أن تنكسر وتتشقق بسبب الضغط الهائل من المواد المتجمعة أدناه. وبمجرد تشكل الشقوق، تبدأ الغازات والمواد الذائبة بالتراكم فيها لتشكل مخزن الطاقة الخاص بالبركان المعروف باسم "الماغما".
وأخيراً يأتي الجزء الظاهر فوق سطح الأرض والذي يعرف باسم الإنفجار الفوهوي أو القمة البركانية. هنا حيث يتم إطلاق غاز البخار والشظايا والصخور المحترقة أثناء الانفجارات البركانية. قد يشير هذا الجزء أيضاً إلى الأشكال التكوينية الأخرى مثل الخنادق والخنادق الثانوية والقنوات الجانبية الناجمة عن تدفقات الحمم القديمة عند جوانب البركان الرئيسي.
هذه التركيبة الداخلية تعكس التعقيد الدقيق لعمليات التكتونية الصفائح وكيفية تأثيرها على نشأة وصيانة البراكين حول العالم. إنها توفر نظرة فريدة عن طبيعة كوكبنا الديناميكي وتذكّرنا بإمكانيات الطاقة والنشاط المدفونة عميقاً تحت أقدامنا.