تعد المحيطات ركيزة حيوية لتشكيل كوكبنا، وهي موطن لمجموعة مذهلة ومتنوعة من الحياة البرية والحياة النباتية. يمتد سبعة محيطات رئيسية حول العالم، كل منها يتميز بطابعه الخاص ومقوماته الفريدة التي تسهم بشكل كبير في التوازن البيئي العام وتؤثر على حياة البشر. دعونا نستكشف هذه المسطحات المائية الرائعة ونلقي نظرة فاحصة على خصائصها وجغرافيتها وسحرها الطبيعي الخلاب.

1. المحيط الهادئ: يُعرف بالمحيط "العملاق"، وهو الأكبر بين جميع المحيطات حيث يشغل حوالي ثلث سطح الأرض. يبدأ من أمريكا الشمالية إلى آسيا ويعبر نحو أستراليا والمحيط الهندي جنوباً. تتميز مياهه بمزيج من درجات الحرارة المتغيرة؛ فتكون دافئة بالقرب من خط الاستواء وباردة عند القطبين. هذا التفاوت الحراري يؤدي إلى تشكل العديد من المنخفضات الجوية التي تتسبب في هطول الأمطار الغزيرة والأعاصير المدارية الضخمة. بالإضافة لذلك، فإن الشعاب المرجانية الواسعة النطاق تعكس تنوع بيئي ملفت للنظر يحتوي على الآلاف من الأنواع البحرية المختلفة.

1. المحيط الأطلسي: يمتد من القطب الشمالي حتى الجنوبي، ويقسم إلى ثلاثة أقسام واضحة - الشمال الغربي والجنوب الشرقي والجنوب الغربي. تتميز منطقة الصدع الهائلة المعروف باسم "صِـرْفْ" بانخفاض درجة حرارتها وكثافة المياه مما يخلق ظروفاً فريدة لإنتاج الأحماض الأمينية الأساسية للحياة كما نعرفها اليوم! أما بالنسبة لجانب المحيط الواقع تحت تأثير الرياح التجارية فالطقوس الجوية هنا أكثر استقراراَ مقارنة بالأجزاء الأخرى للمحيط باعتبار أنها منبع تدفق مياه عميقة تؤثر مباشرةً على المناخ العالمي وعلى نمو الأعشاب البحرية التي تعتبر مصدراً للغذاء الرئيسي لسلسلة غذائية كاملة بدأت منذ العصور الجليدية الأخيرة ولم تزال مستمرة حتى يومنا الحالي رغم اختلاف الظروف المحيطة بها.

1. المحيط الهندي: يقع تحديدًا شرقي أفريقيا وغربي الهند والصين وأستراليا وجنوبا باتجاه أنتاركتيكا. يتميز بخلوّه نسبيًّا من نشاط الزلازل والعواصف لكنه معروف بتيارات مائيّة قوية جداً مثل تيار مورا Moray والتي تستحوذ عليه قوة دفع متواصلة مما يساعد على إبقاء الماء بارد نسبياً طوال السنة وبالتالي تحافظ على توازن الطاقة داخل النظام البيولوجي البحري لهذه المنطقة الخاصة منه. علاوة على ذلك فإن شكله غير المنتظم يجعل منه مكان انطلاق لأنظمة الطقس الخطيرة ذائعة الانتشار والمعروفة بالإعصار الموسمي المدمر والذي قد يستمر لبضعة أشهر خلال فترة الصيف.

1. المحيط المتجمد الشمالي: هو أصغر محيط ولكنه يحظى باهتمام خاص بسبب موقعه الاستراتيجي عند نقطة اتصال بين معظم أراضي أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية. يجذب بحره البارد والتندرا المجمدة مجموعة متنوعة جدًا من الحيوانات التي تحتاج لأوضاع خاصة للعيش ضمن هذه الدائرة القطبية المغناطيسية بما فيها الفقمة والدببة القطبية وغيرهما الكثير! وهذا الأمر يدفع العلماء لدراسة المزيد عن كيفية اعتماد هذا المجتمع المتماسك تحت الرقابة الذاتية لنظام طبيعي شديد التعقيد وحساس للتغيرات الجذرية الناجمة عن تغير المناخ العالمية مؤخراً.

1. المحيط الجنوبي: وهو واحد فقط من إبداعات الاتحاد الجغرافي الدولي حديثًا بعد قرن مضى تقريبًا عندما صنفه رسميًا كمحيط مستقلاً رغم أنه جزء صغير نسبيًا مقارنة بأقرانه الآخرين إلا إنه يتبع الولايات الإقليمية التالية:- شبه جزيرة روس Antarctica Ross Sea ، بحر ويلكس Weddell Sea , وديكسي DIXIE Land . حيث توفر تلك المناطق ملاذ آمن لحوالي خمس وعشرون نوع مختلف لطائر البطريق الشهير بالإضافة لطيور كثيفة أخرى وكذلك أنواع عديدة للاسماك والثدييات البحرية الصغيرة أيضًا وهكذا يحدث تناغم عجيب فيما بينهم يؤكد وجود روابط اجتماعية غريبة ومعقدة كذلك بين سكان كوكبنا الأعظم وكل ما فيه !

هذه نبذة موجزة عن أهم ملامح مواطن الحياة الأكثر سريانًا على وجه أرض الله عز وجل والتي تعد مصدر إلهام لفكر الإنسان منذ القدم وتعبر مدى واسعا للإمكانيات العلمية والتجريبية المستقبلية بإذن الله تعالى لاستكشاف خفايا مزيد من أسرار خلق رب العالمين البديع والخبير بكل شيئ حسب مشيئة الملك القدوس المنان .