البراكين المركبة، والمعروفة أيضاً باسم "البركانيّة الاستوائية" أو "البركانيّة القببية"، هي أحد أشكال البركان الأكثر تعقيداً وظهورًا في العالم. هذه النوعية من البراكين تتميز بمزيج فريد من الخصائص التي جعلتها محور اهتمام العلماء لعصور متعددة. دعونا نتعمق أكثر في فهم مكوناتها الرئيسية وكيف تساهم في العمليات الجيولوجية المعقدة.
تعتبر البراكين المركبة عموماً كبيرة الحجم نسبياً مقارنة بأنواع أخرى من البراكين. يمكن أن يصل ارتفاعها إلى آلاف الأمتار فوق مستوى سطح البحر، مما يجعلها ظاهرة طبيعية بارزة بشكل واضح. تشتهر هذه البراكين بصعودها المستديرة الشكل والتي غالباً ما تكون مغطاة بغطاء كثيف من الثلوج أو الغبار البركاني حسب الموقع المناخي للبراكين.
يتميز الهيكل الداخلي للبراكين المركبة بنظام معقد للغاية يُعرف بنظام "الجهاز الطبقي". تتكون طبقات هذا الجهاز من الصخور المنصهرة والمواد الرسوبية المختلفة مثل الحمم والصخور النارية القديمة والحصى والحطام المتحرك أثناء الانفجارات. كل طبقة تمثل تاريخاً جيولوجياً فريداً؛ فهي توثق نشاطات بركانية قديمة وأحداث زلزالية مختلفة حدثت خلال فترة وجود البركان.
أحد أهم سمات البراكين المركبة هو قدرتها الهائلة على الانفجار الناجم عن تراكم الضغط داخل النظام الطبقي بسبب تجمع المواد المنصهرة تحت قشرة الأرض. عندما يحدث انفجار كبير، ينثر البركان كميات هائلة من مواد حرارية عالية - بما فيها الرماد والسلائل - في الجو محدثة آثاراً مدمرة على البيئة المحيطة وعلى المجتمعات البشرية القريبة. ومع ذلك، فإن الجانب الإيجابي لهذه العملية يكمن فيما يعرف بثروات "الإنتاج اللاحق": بعد هدوء البركان، يتم تغطية المنطقة المتضررة بطبقات جديدة وغنية بالمغذيات نتيجة نزول المواد المنصهرة عبر الفوهة. وهذا يؤدي عادةً إلى تحسين خصوبة التربة ودعم نمو نبات جديد وفري وغير مسبوق.
بالإضافة لذلك، تلعب البراكين المركبة دوراً رئيسيا في تشكيل تضاريس سطح الأرض حول مناطق تواجدها. إن عمليات التآكل والتعرية التي تحدث بسبب هطول الأمطار وتغيرات درجة الحرارة تؤدي بدورها لتكوين ممرات نهرية وجداول صغيرة مستمدة مباشرة من براكين معروفة كإندونيسيا اليابان وأجزاء من أمريكا الجنوبية الشمالية الوسطى. كما أنها عامل أساسي في خلق تنوع بيئي متنوع ومتعدد الأنواع الحيوان والنبات التي تعتمد عليها الحياة تمامًا.
في نهاية المطاف، تظل البراكين المركبة رمزا للقوة المدمرة للإله الطبيعي والقوة الخلاقة للأرض نفسها. رغم المخاطر المرتبطة بها إلا أنها جزء حيوي ومؤثر في نظام ديناميكية الأرض الواسع والمذهل وهويتها الخاصة بتنوع الكائنات والعيش المشترك بيننا وبينهما منذ بداية الزمان حتى وقتنا الحالي.