تشكل البركانيات أحد أكثر الظواهر الطبيعية رعباً وتدميراً عبر تاريخ البشرية. هذه التكوينات الجيولوجية القوية التي تستيقظ من سباتها العميق لتهدد الحياة والممتلكات بإطلاقها الغازات والحمم والصخور المنصهرة. وفي هذا المقال سنستعرض بعضاً من أشهر وأشد الحوادث شهرة والتي تركت بصمة عميقة في ذاكرة الإنسانية.
- إتنا - جزيرة صقلية: يعتبر بركان إتنا في جنوب إيطاليا واحداً من أكثر البراكين نشاطاً في العالم. وعلى الرغم من أنه غالبا ما يشهد ثورات حميدة نسبياً، إلا أن حدثا وقع عام ١٦٦٩ كان مخيفا بشكل خاص حيث قضى على ثلاث قرى كاملة وحصد حياة حوالي مائتي ألف شخص بحسب التقارير القديمة.
- تانغايماوجا – بيرو: يعد انفجار تانغايماوجا عام ١٧٨٣ من أسوأ كارثة طبيعية مسجلة حتى الآن إذ أدت إلى وفاة نحو ثمانين ألف نسمة مباشرة بسبب الثوران نفسه بالإضافة لملايين أخرى ماتوا لاحقا جرّاء المجاعة والأوبئة الناجمة عنه. وقد وصل الرماد الناتج منه لما يقارب خمسة كيلوميترات فوق مستوى سطح البحر مما سبب ظلمة نهارية دامت لمدة ست سنوات متتابعة حول العالم.
- بيمكو – الولايات المتحدة الأمريكية: يُعد مصطلح "رعب يوم الأحد" شائع الاستخدام لدى سكان ولاية واشنطن بعد انفجار بركان بينكو الشهير في الثالث عشر من مايو سنة ١٩٨٠ والذي قتل فيه اربعين فردًا ودمر بلدة آربورن الصغيرة تماما وأجزاء واسعة من محمية جبل سانت هيلنز الوطنية. ومع ذلك فقد ساعد ذلك الحدث العلميين بفهم سلوك وانتشار الانفجارات البركانيه بدقة اكبر مقارنة بالأوقات السابقة له .
- كراكاتو - إندونيسيا: رغم عدم تسجيل خسائر بشرية كبيرة خلال الانفجار الرئيسي الذي حدث مجمع كراكاتو البركاني الواقع بالقرب لسوماترا وجاوة غرب اندونيسيا بتاريخ ٢٧ أغسطس عام ١٨٨٣ إلّا ان تأثير تلك الواقعة كان هائلاً عالميًا عندما قُدر زلزاله بانفجر بمقداره موازٍ لحوالي عشرة آلاف طن متري من المتفجرات النقية وبذلك يحقق أعلى درجة ضمن نظام التصنيف العالمي لأنواع الانفجارات وهو رقم وفيركس ۸۷۰۳۱ .
- يونغاي - اليابان: تعد اليابان ذات حساسية عالية تجاه المخاطر المرتبطة بتكوين الأرض نظرًا لتواجده علي صفائح تكتونية فاعلة. لقد شهدنا عدة أحداث بارزة منها تفجير يونغاï الهائل عام ۱۹۸۴ والذي اسفرعن سقوط ضحايا بلغ عددهم إحدى وستون روح ، فضلاً عن تحويل تضاريس منطقة فوكوشيما الشمالية الشرقية للأبد نتيجة للقوة المدمرة لهذه الحركة الجيولوجية الفوضوية منذ عقود خلت وما تزال آثارها بادية هناك لغاية اليوم بما فيها الترسيبات الطينية والجليدية المحملة برياح عاصفة مشبعة بخليط شديد الخطورة من الزجاج الملتهب المعروف باسم لابهيرا الشهير عالميا لفترة طويلة آنذاك مما جعل اسم \"الحريق الصامت\" ملازمة للتذكّر فيما بعد لكل مانراه أمام اعيننا حين يحدث مثل هذا النوع البشعا من المصائب الطبيعية فتكون كل اصوات الخراب ومشاهداته وكأنها تأتي بدون صوت حسب الوصف الأدق لها وللقصة المؤثره دائماً بحضور هوليتها المرعبة وسط الأمطار العملاقة والدخان الغادر الذان ينثرانه بكل الاتجاه مستهدفاً كل شيئ تحت سلطانه الرهيب !
في الختام فإن فهمنا الحالي للمخاطر التي تشكلها البراكين يأتي بشكل كبير نتيجة لدراسات مفصلة لأحداث الماضي المقترنة بتطبيق علوم جديدة كالجيولوجيا والكيمياء والفلك وغير ذلك العديد ممّا يساعد خبراء مجال علم البيئة الأرضية حاليا بردع الكثير ممن قد يعيشون داخل مناطق الضرر المُحتمل واستعداداته لإخطار السلطات الحكومية والعاملين بالمواقع البحثية المختلفة لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة قبل حلول أي وقت محتمل لنوبات تنذر بها علامات استباقیه يمكن رصدها وتحليل طبيعتها جيدا تجنبا لانبعاث ضرر معلوم ومتوقع ان حصل فعليا ليحدث اضطرابات جسيمة للحياة المدنية والتفاعلات الاقتصادية والسكنية المنتشرة بوفره حول المناطق المصابة بكرامات البراكين الشرسة وحيث الإمكانيات المالية والبشرية المتاحة لدي الجميع مهيئةٌ لاستقبال اي حالة تطرأ حديثآ دعونا نسعى دوماً لكسر الحلقة المسدودة المستدامة لهذه العقيدة المؤسسيه الثقافية المثالية المثلى بالحفاظ اولاهتمام دائم بحماية موارد دولتنا ونظم ادارتها منتظمة ومنظمة بالعزم والإخلاص والإرشاداتالعلميه المعاصرة لصنع سلام اجتماعي واقتصادي مزدهرون وطموح سياسوي مضمون وتطور حضاري غير محدود بالسماء الواسع رحبة بلا حدود ولا حدود !!