تحتضن أرض العرب العديد من الهضاب الطبيعية التي تُعتبر جزءاً أساسياً من التنوع الجغرافي للوطن العربي. ومن بين هذه الهضاب نجد بعض الأماكن البارزة التي تحمل أهمية جيولوجية وتاريخية كبيرة. سنستعرض هنا ثلاثة من أبرزها: هضبة نجد، وهضبة الحجاز، وأخيراً هضبة تهامة.

1. هضبة نجد: قلب الجزيرة العربية النابض

تشكل هضبة نجد العمود الفقري للسعودية وغالبية بلاد الشام، تمتد عبر مساحة تقدر بنحو مليون كيلومتر مربع. وهي ذات تضاريس متنوعة تتضمن سهول واحات وخلايا رملية وجبال متناثرة مثل جبل طويق الشهير. تتميز المنطقة بمناخ صحراوي حار وجاف خلال فصل الصيف ومعتدل إلى بارد في الشتاء. تعتبر هضبة نجد موطناً لبعض أقدم المستوطنات البشرية في العالم، بالإضافة إلى العديد من المواقع التاريخية الدينية والثقافية الهامة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة.

2. هضبة الحجاز: مهد الإسلام ودروب القوافل القديمة

تعرف أيضاً باسم "الحرم القدسي"، تشغل هضبة الحجاز جنوب غرب السعودية وتمتد لمسافة حوالي 800 كم. يشتهر هذا الجزء من الوطن العربي بتضاريسه الصخرية الوعرة وارتفاعاته المرتفعة نسبياً مقارنة بنجد. يعد الموقع sacred لكل المسلمين فهو يحتضن المسجد الحرام ومكة المكرمة المدينة المنورة، أما بالنسبة لأهميتها التجارية فقد كانت طريقاً رئيسياً لقوافل التجارة منذ القدم حتى العصور الإسلامية الأولى.

3. هضبة تهامة: ساحل البحر الأحمر الغني بالحياة البرية

يقع على امتداد ساحل البحر الأحمر، تنفرد هضبة تهامة بجغرافيتها الفريدة بين سلسلة الجبال الشرقية والبحر المتوسط. تحتل مكانة مميزة بسبب ثرائها البيولوجي الكبير ولون التربة الحمراء التي تميزها مما يعطي اسمها ("تهامة" يعني الأرض الحمراء). تعد قاعدة مهمة للتراث الثقافي البحري كونها نقطة عبور للحجاج والتجار عبر القرون الطويلة الماضية. كما أنها مركز حيوي للموارد الطبيعية مثل الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة.

هذه الهضاب الثلاث ليست مجرد مناطق جيوسياسية فحسب؛ إنها عاكسات عميقة لتاريخ وثقافة سكان الوطن العربي عبر الزمن. كل واحدة منها لها قصص خاصة بها والتي تساهم بلا شك في غنى تراث البلاد العريق ومتانتها الثقافية والحضارية.