في البداية، كانت الأرض عبارة عن كرة ساخنة من الصخور المنصهرة والمعروفة باسم "النيازك". مع مرور الوقت، بدأت هذه النيازك تبرد وتتجمد لتشكل قشرة أرضية سميكة وباردة تدريجيًا. هذا الحدث الجيولوجي الكبير يُعرف بتجميع الأرض.
مع استمرار عملية التبريد والتجميد، بدأ الغلاف الخارجي للكرة الأرضية يتكون من عدة طبقات. الطبقة الخارجية هي التي نعرفها اليوم بالقشرة الأرضية وهي الجزء الأكثر برودة وصلابة. تحت القشرة، تأتي الطبقة الثانية المعروفة بالحِرْفِ، والتي تتسم بدرجة حرارة أعلى بعض الشيء ولكنها لاتزال أكثر كثافة وبرودة مقارنة بالنواة الداخلية الصلبة والسائلة.
على مدار ملايين السنين، حدثت العديد من التحولات الهائلة داخل الكوكب بسبب عوامل مثل الحركة التأثيرية للمسامير المغناطيسية والإشعاعات الإشعاعية. أدت هذه العمليات إلى انقسام القشرة إلى لوحات متعددة - ما يعرف الآن بلوائح تكتونية – تحرك بشكل مستمر وإن كان بطئًا للغاية بالنسبة لنا كبشر لنلاحظه مباشرةً.
هذه اللوحات البحرية والعرضية وجدت طريقها نحو الاصطدام والصدمان فيما بينها مسبباً ارتفاعاً هائلاً للقارات كما نراها اليوم. بينما كانت تلك الضربات تحدث، فقد شكلت أيضًا المسافات الواسعة بينهما والتي تعرف بمحيطات العالم المختلفة التي يشغل الماء معظم مساحتها.
لذا، عندما تفكر الطفل العزيز في خارطة العالم أمام عينيك، تذكر أنها قصة طويلة ومتشابكة لأحداث جيولوجية خالقة لمئات الملايين من السنوات!