البحر الخارجي هو مصطلح يستخدم عادةً في علم الجغرافيا والملاحة لوصف جزء كبير من محيطات الأرض التي تبعد مئات الأميال عن الشواطئ وتتأثر بشكل أقل بالمناخ المحلي للأرض القارية المحيطة بها. يقع هذا البحر خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لدول ساحلية معينة ولا تخضع لنفس القواعد القانونية والإدارية كما هي الحال بالنسبة للمياه الضحلة بالقرب من الساحل.
إن طبيعة المياه العميقة والبنية البيولوجية المعقدة للبحر الخارجي تعني أنها تستضيف مجموعة متنوعة فريدة ومتنوعة للغاية من الحياة البحرية والنظم البيئية. هذه المناطق الغنية غالباً ما تكون موطنًا للكائنات البحرية مثل أسماك القرش والسلاحف البحرية وطيور البطريق وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأنهار والشلالات تحت الماء دورًا حيويًا في تغذية النظام الغذائي لهذه الكائنات عبر نقل العناصر المغذية من قاع البحر نحو السطح.
من الناحية العلمية، يتميز البحر الخارجي بطبيعة مياهه البعيدة والدافئة والتي ترتبط مباشرة بحركة المحيطات الدقيقة والمعروفة باسم "دوران كلة". يؤثر هذا التغير المستمر في درجة حرارة وملوحة سطح الماء بشكل غير مباشر على الظاهرة المناخية العالمية. علاوة على ذلك، يعد البحر الخارجي مصدرًا رئيسيًا لتكوين وهجرة العديد من أنواع الطيور والثدييات البرمائية الموسمية، مما يساهم بدوره في تنوع النظم الإيكولوجية حول العالم.
وفي العصر الحديث، أصبح فهم ومعرفة المزيد حول ظواهر بحرية مثل الاحتباس الحراري والتغيرات الارتفاع في مستوى سطح البحر ذات أهمية قصوى بالنسبة للحفاظ على مستقبل صحي وصديق للبيئة لأجيال قادمة. ومن خلال الاعتراف بأهمية وحماية بيئة البحر الخارجي، يمكننا ضمان استمرار وجود هذه الثروة الطبيعية المتنوعة والحفاظ عليها لعالمنا الغالي.
