- صاحب المنشور: فرحات الحساني
ملخص النقاش:يواجه العالم اليوم تحدياً كبيراً يتعلق بتغير المناخ الذي يهدد استدامة الأنظمة الزراعية العالمية ويؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي. هذا التحول البيئي الناجم عن انبعاث غازات الدفيئة يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، تغييرات في أنماط هطول الأمطار، وانحسار الجليد في القطبين مما يؤدي إلى فقدان مساحات واسعة من الأرض الخصبة وزوال بعض الأنواع النباتية الرئيسية المستخدمة للغذاء والإنتاج الحيواني.
الآثار الفورية والمستقبلية للأزمة المناخية على الغذاء
**ارتفاع درجة حرارة الأرض**:
مع ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب، تصبح العديد من المناطق غير قادرة على زراعة المحاصيل التقليدية مثل الذرة والقمح والشوفان وغيرها التي تعتمد عليها البشرية كمصدر رئيسي للسعرات الحرارية والبروتينات. بالإضافة لذلك، تتسبب الأحوال الجوية الأكثر سخونة في زيادة معدل تبخر المياه الأمر الذي قد ينتج عنه نقص شديد في موارد الري اللازمة لزراعة تلك المحاصيل الحيوية.
**تقلبات الطقس الشديدة**:
قد تؤدي الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والعواصف الرملية إلى خسائر كبيرة في المحاصيل وأضرار جسيمة بحقول محاصيل كاملة. وتزداد هذه المخاطر كل عام بسبب الاحترار العالمي حيث تظهر البيانات العلمية أنه منذ الثمانينيات ارتفعت تكرار حدوث هذه الظواهر بنسبة وصلت لحوالي 28%. وهذا يعني ضرورة إعادة النظر بطرق الزراعة التقليدية واستحداث وسائل جديدة لمقاومة تأثيرات تقلبات الطقس.
**نقص توافر المياه**:
كما ذكرنا سابقاً، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري تساهم في جفاف التربة وتضاؤل مخزونات المياه العذبة حول العالم خاصة بالمناطق المعتمدة بكثافة على الزراعة لتغطيتها غذائيا. وفي حين يمكن تخزين مياه الأمطار عبر بناء خزانات أو استخدام نظام الري تحت سطح الأرض – إلا أنها حلول باهظة التكلفة ولايمكن تطبيقها عالميا نظرًا لقضايا الطاقة والحاجة للمزيد من الاستثمار الصناعي والتكنولوجي الصعب تحقيقه حاليًا وسط الوضع الاقتصادي الحالي للعديد من الدول الفقيرة والتي تحتاج لأغلب مداخيلها لدعم مشاريع وبرامج اجتماعية