شهد كوكب الأرض خلال تاريخه الطويل عدة فترات معروفة باسم "العصر الجليدي". هذه الأحداث الطبيعية البارزة كانت لها تأثيرات هائلة على التنوع البيولوجي والمناخ العالمي. وفقاً للعلماء، هناك ثلاث عصور جليدية رئيسية مرت على الأرض حتى الآن، تتخللها فترات دافئة تُعرف بالعصور الربيعية بين كل فترة وجليدية وأخرى. سنتناول هنا تفاصيل هذه الفترات التاريخية وكيف أثرت على عالمنا.
- العصر الجليدي القديم: يعتبر هذا أول عصر جليدي رئيسي في تاريخ الأرض، وامتد منذ حوالي 720 مليون سنة مضت إلى ما يقرب من 650 مليون سنة مضت. خلال تلك الفترة، تغطّى القطبين الشمالي والجنوبي بصفيحة ثلجية كبيرة أدت لانخفاض مستوى سطح البحر ودورة بيئية متغيرة بشكل كبير. وقد ساهم هذا فيما يُعرف باسم "انقراض الفانريان"، وهو انقراض جماعي للأحياء البحرية اللافقارية.
- العصر الجليدي الوسيط: بدأ هذا الفصل البارد تقريباً قبل حوالي 440 مليون سنة واستمر لمدة 80 مليون عام تقريبًا، وانتهى بحلول نهاية فترة البرمي المبكرة في العصر الفحمى. وعلى غرار سابقه، كان له تأثير عميق على الأحياء، بما في ذلك الانقراض المتزامن لعدة مجموعات حيوانية متنوعة مثل الرأسقدميات والفراشات الحرشفية والثلاثيات.
- العصر الجليدي الحديث والمعروف باسم العصر الرباعي: يعد الأكثر شهرة ويغطي آخر مليوني عام تقريبًا، ويشمل العديد من الحدثات الصغيرة المعروفة باسم دورات جيبلز - ميوندر والتي تدوم كل منها نحو 100,000 سنة، بدءً بموجة تبريد ثم انتهاءٍ بفترة دفء نسبياً تسمى interglacials. أحد أهم الأمثلة الحديثة للعصر الجليدي الرابع هو ما حدث ابتداءً من حوالي 115 ألف سنة خلفا لعصر الإنساني القديم قبل الوصول لحالة الاستقرار المناخي الحالي الذي نعرفه اليوم.
كان لتلك العصور الجليدية تأثير مباشر وغير مباشر على جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية بالإضافة للموائل الطبيعية وسلوك البشر أيضًا عبر الزمن، مما يدفعنا للحفاظ عليها ومعرفة المزيد عنها لدعم مستقبل أكثر استدامة لكوكبنا الغالي.