خليج البنغال، وهو أحد أشهر الخلجان البحرية في العالم، يقع بين شبه الجزيرة الهندية وشرق آسيا. ويعد جزءاً أساسياً من بحر العربي وبحر الصين الجنوبي، مما يجعله مساراً بحرياً حيوياً للتجارة العالمية. إن موقع هذا الخليج ذو أهمية استراتيجية نظراً لاحتوائه على موارد طبيعية غنية ونشاط تجاري حيوي. تمتد حدود الخليج تقريبياً من رأس بورما إلى رأس كوماربار في الهند، وتضم مياهها العديد من الأرخبيلات والجزر الصغيرة التي تساهم في التنوع البيولوجي الغني للمناطق الواقعة حولها.
تبلغ المساحة الإجمالية لخليج البنغال حوالي مليون كيلومتر مربع، ويتراوح عمقه بين 180 متراً و2595 متراً. يعدّ المد والجزر ظاهرة مميزة فيه بسبب تأثير القمر والشمس؛ حيث يمكن ملاحظة ارتفاع مستوى سطح المياه يصل إلى ثلاثة أمتار خلال ساعات معينة. هذه الظاهرة لها تأثيرات بيئية واقتصادية واضحة، بما في ذلك التأثير على الحياة البرية المحلية والصيد والنقل البحري.
من الناحية الاقتصادية، يلعب خليج البنغال دوراً محورياً كطريق مرور رئيسي للسفن التجارية الحاملة للنفط والمعادن وغيرها من المنتجات الخام والمصنّعة. تمر عبره كميات كبيرة من الواردات والصادرات للدول المطلة عليه مثل الهند وبنغلاديش وسريلانكا وميانمار وفيتنام وإندونيسيا. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الخليج بموارد سمكية هائلة تجذب الصيادين محليين وعالميين، مما يساهم بشكل كبير في الأمن الغذائي وصناعة الثروة السمكية في المنطقة.
بالإضافة إلى النشاط التجاري والسمكي، يوجد ثراء بيولوجي ملحوظ تحت الماء فوق قاع الخليج الرملية وغابات الشعاب المرجانية وجزر الكورنيلز المرتفع. وهذا ليس فقط مركز جذب سياحي فريد ولكنه أيضًا موسوعة علم الأحياء البحرية الرائدة بالنظر إلى تنوع الأنواع المختلفة الموجودة داخله والتي تعطي مؤشرات مهمّة بشأن حالة البيئة البحرية عموماً. ومع ذلك، فإن الضغط المتزايد نتيجة للاقتصاد غير المنظم والتلوث والتغيّر المناخي يشكل تهديدا مباشرًا لاستدامة النظام البيئي لهذا الجزء المهم جداً من العالم.
ختاماً، يبقى خليج البنغال مثالاً واضحا لكيفية ارتباط عناصر الطبيعة بالأعمال البشرية واستدامتهما المشتركة لتشكيل مستقبل أكثر ازدهارا وانفتاحًا وحفاظاً على التوازن الدقيق للحياة الدقيقة والعظيمة داخل وخارج حدوده الجغرافية الواسعة.