تعتبر الأعاصير ظواهر طبيعية قوية وخطيرة يمكنها التسبب في دمار هائل حيثما تمر. هذه العواصف المدارية الشديدة تتشكل عادة فوق المياه الدافئة الاستوائية وتتحرك نحو الأراضي القريبة منها مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة وأمواج عالية وفقدان للحياة وممتلكات. دراسة والتوعية بمناطق العالم الأكثر تعرضاً لهذه الظاهرة أمر حيوي لتقليل المخاطر المرتبطة بها.
منطقة الخليج الأمريكي (ولايات كارولينا الشمالية وجنوب كارولينا)
يعد ساحل خليج الولايات المتحدة الأمريكية واحداً من أكثر المناطق تعرضا للأعاصير حول العالم بسبب موقعه بين مياه البحر الفارسي والدافئة والمحيط الأطلسي البارد. هذا الموقع يوفر بيئة مثالية لنمو الأعاصير. كل عام، تواجه هذه المنطقة ما متوسطه ثلاثة أعاصير، ولكن بعض السنوات قد تشهد المزيد. أشهر مثل أغسطس وسبتمبر و أكتوبر هي الأشهر التي تحظى بفرص أعلى لحصول الأعاصير.
جنوب شرق آسيا (الفلبين، اندونيسيا، الفيتنام)
تشتهر دول جنوب شرق آسيا بتعرضها المتكرر للأعاصير وذلك بسبب قربها من مسارات الأعاصير النشطة عبر شمال غرب المحيط الهادئ. تعد الفلبين وجهة شهيرة لأعاصير شبه سنوية بينما تبقى إندونيسيا وفيتنام أيضاً معرضتين بشكل كبير للرياح والأمطار الغزيرة المصاحبة لهؤلاء العمالقة الطبيعيين. شهر نوفمبر هو الشهر ذروة موسم الأعاصير هنا.
وسط وغرب أفريقيا (جنوب موريشيوس وساحل كينيا)
تميل الأعاصير أيضا نحو وسط وجنوب غرب إفريقيا رغم أنها أقل حدة مقارنة بالأحزمة الأخرى. ومع ذلك، فإن المناطق الساحلية لموريشيوس وكينيا تعتبر حساسة للغاية أمام التأثيرات المدمرة للعواصف المدارية خاصة خلال الفترة من يناير إلى مارس عندما تكون الفرصة الأكبر لها.
أوروبا (بحر إيجه والبحر الأدرياتيكي)
على الرغم من كونها ليست مشهورة بكثرة زيارات الأعاصير، إلا أنه ليس هناك استثناء لبحر إيجة وبحر الادرياتيك (بين اليونان وإيطاليا). ويمكن أن تستقبل تلك البحار أيضا أعاصيرا مدارية متغيرة المسار تنبعث من الشرق الأوسط أو حتى حوض البحر الأحمر. أما "المداران" الموسميان الرئيسيان فهما يونيو - يوليو و سبتمبر - نوفمبر.
إن فهم الاختلافات الإقليمية بشأن نشأة ونطاق تأثير الأعاصير سيمكن الحكومات المحلية والشركات والجهات العامة من التحضير والاستجابة الفعالة لهذه الكوارث قبل حدوثها وبعدها أيضًا. ومن الضروري العمل مع المجتمع العالمي للمساعدة المستدامة بعد كل كارثة لإعادة بناء وتقوية البنية التحتية الحيوية والحفاظ على السلامة البشرية في الوجهة الأولى لكل أيقونة طبيعة سرية كهذه وهي العاصفة المدارية!