في رحلة عبر أغوار المحيطات والبحيرات العالمية، يبرز لنا قائمة تضم أكبر عشرة بحار تعكس جمال الطبيعة وتعقد جغرافيا كوكبنا. هذه الحاويات المائية الهائلة ليست مجرد تجمعات مياه؛ بل هي أيضًا طرق تجارية تاريخية وغنية بالإرث الثقافي والإنساني. إليكم ترتيب البحار حسب مساحاتها المترامية الأطراف:

١ - بحر العرب: إرث حضاري وطريق ملاحي تاريخي

يحتل المرتبة الأولى وسط رمال الصحراء العربية وجبال شبه الجزيرة الهندية، وبمساحة تقدر بثلاثة ملايين وثمانمئة ألف ميل مربع (٣٫٨٦١٬٦٧٢ كم²)، ينساب بحر العرب بخشوع طويل امتد لعصور ماضية. يُعتبر هذا البحر العملاق جسرا ماليا حيويا بين الهند والعالم الأوروبي القديم. تحيط به دول مثل اليمن وعمان والهند وإيران وباكستان والأرخبيل المالديفي والصومال، فيما تربط مضيق باب المندب بخليج عدن والبحر الأحمر عالميه الأخرى. ينادي بحر العرب بسكون لعمق يتراوح حوالي ٢٧٣٤ متر تحت موجه الصامت.

٢ - بحر الصين الجنوبي: مخزن للكنوز والجزر النائية

على الرغم من وجود العديد من الجزر الصغيرة داخل حدوده - والتي تعرف مجتمعة بالأرخبيل – فإن معظمها غير مأهولة بالسكان. لكن رغم ذلك، فهو يحجز لنفسه مكانة مؤثرة ضمن قوائم البحار الأكبر حجماً بمحيطاته المنتشرة فوق ثلاثة ملايين وست مائة وخمسين ألف كيلومترا مربعا (٣٫٦٨٥٫٠٠٠ كم²). يصل ذروة غوره العميقة لمستويات قد تتخطى الـ١٢١٢ مترا تحت سطح المد والجزر. إنه وظيفة طبيعية ملتفة حول جانب المحيط الهادئي أثناء تقدمه تجاه منطقة جنوب شرق آسيا. تخضع أرض بورنيو وشرق شبه الجزيرة الماليزية لتحكم سيادة هذا البحر الكبير.

٣ - البحر الكاريبي: واحة زرقاء تحت الشمس الدافئة

يحظى البحر الكاريبي بشهرة واسعة لقيمة مياهه النقية والمتوهجة بالحياة النباتية والحيوانية الفريدة ومجموعة متنوعة من الفنادق والشواطئ الخلابة. تمتاز ألوانه الزاهية بميزة فريدة تتمثل بانخفاض معدلات أملاح أكثر نسبية منها بالمحيط الأطلسي الخارجي مباشرة بتأثير مباشر؛ مما أكسب المكان تصنيفا للسائحين الذين يقصدونه بكثافة عالية جداً خلال العام. يعج بهذا المشهد الإستوائي لمنطقة غربي المحيط الأطلسي لمساحة قدرها مليونيًا وسبعماية وثلاثون ألف كيلومتر مربع(۲۷۵۳۰۰۰ km²) فقط!

٤ - البحر الأبيض المتوسط: كنزا ثقافيا وملتقى طرق التبادل العالمي

منذ القدم حتى الآن، ظل البحر الأبيض المتوسط مركز ثقل للتاريخ الإنساني والتجارب الاجتماعية المختلفة لما له من دور كبير في الربط بين قارات ثلاث وهي أوروبا وآسيا وأفريقيا بشكل أساسي وذلك لتوسعه الشاسع والذي يقدر بنصف قطر الأرض قليلاً أي حوالي خمسمائة واحد وتسعون كيلومتراً (۴۶۰۰۰ کم). ليس هنالك عجباً بعد معرفتنا أنّ كثافة حركة الناس باتجاهه تعد الأعلى بالعالم إذ يفوق رقم المقصد السنوي اثنين مليونا ومائتين مليون فرد!!! وقد وصلت الأعماق الدنيا للقاع الحميري كتبت عنها كتب التاريخ إلى خمس آلافٍ ودوالينِ سبعة مترا(-۵۲۶۷م).