في حديث نبوي شريف، يُروى أنّ من صلى الفجر في جماعة ثم استمر في ذكر الله حتى تطلع الشمس، يصلي ركعتين لاحقة، سيُكتب له أجره كحجّة وعمرة تامتين. ولكن يجب التنويه هنا بأن سلامة سند هذا الحديث هي موضوع نقاش بين العلماء؛ البعض يعتبره حسنًا بناءً على روايات متعددة، بينما يحذر الآخرون بسبب بعض الاختلافات في سنده.
إذا اعتبرنا صحة هذا الحديث، فالأثر الذي يصف هو تشبيه بالأجر وليس التكافؤ الكامل للأعمال نفسها. فالفرق واضح بين العمل الجسدي والتكاليف المالية للحج والعمرة - وهي فروض - وبين مجرد الجلوس في المسجد والدعاء والصلاة. إن التشبيه بالأجر يعكس الرحمة الربانية والفضيلة التي منحها الله لأتباعه الذين يستغلون تلك اللحظات المباركة بعد الصبح.
وقد أكد علماء بارزون مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين على أهمية عدم الخلط بين المعنى الوصفي والمعيار العملي. بمعنى أنه رغم كون لهذا النهج المكافأة المتعلقة بحج وعمرة كاملتين، إلا أنها ليست بديلاً مطلقًا عن أداء فريضة الحج بالنسبة للمستطيع. فالقياس ينطبق على الجزء الخاص بالأجر فقط، بينما تبقى الحقيقة العملية ثابتة ومتطلبة للأداء الشخصي لكل عبادة وفق توقعات الدين الإسلامي.
وفي النهاية، يسلط هذا الحديث الضوء على جانب مهم من حياة المؤمن: الاستمرار في طاعة الله والاستفادة القصوى من كل لحظة دينية ممكنة. فهو يشجعنا على اتخاذ وقت قبل ظهور الشمس لإعادة ترتيب أفكارنا وإشغال قلوبنا بطاعات مستمدة من حب وداعي رب العالمين سبحانه وتعالى.