للحفاظ على غاباتنا، وهي الرئة التي تزود العالم بالأكسجين وتعزز التنوع البيولوجي، فإن عدة خطوات هامة ينبغي تنفيذها بشكل مدروس ومستدام. أولاً، التحكم في إزالة الغابات أمر ضروري. رغم أنه قد يكون من العسير منعها تمامًا، إلا أن تقليل قطع الأشجار الشباب أو الصغيرة سيحد من الخسائر الفادحة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التقليل من عمليات إزالة الغابات الواسعة لمصالح تجارية مباشرة. بدلاً من ذلك، ينبغي أن تكون عملية الاستغلال الانتقائية وليس العشوائية هي القاعدة، ويمكن تحقيق هذا عبر تنظيم جهود المشترين والموردين للأخشاب مع تشديد العقوبات ضد التجارة غير القانونية.

لتوفير ذراع فعالة لهذه الجهود، يمكن إنشاء صندوق مماثل لصندوق الحياة البرية العالمية (WWF) لرصد ومتابعة مخالفات تصدير واستيراد الأخشاب. وهذا ليس فقط يساهم في مكافحة الاتجار غير القانوني بالنباتات والأخشاب بل أيضا يدعم تطوير مصادر طاقة جديدة تعتمد على الوقود البديل عوضًا عن الاعتماد الكبير على الحطب كمصدر رئيسي للطاقة.

ومن بين التدابير الرئيسية الأخرى للحفاظ على الغابات هو تخفيف خطر الحرائق الهائلة. غالبًا ما تتسبب هذه الحرائق في خسائر كبيرة للغابات بسبب عوامل طبيعية أو بشرية مثل الخطأ أو النيران المتعمدة. وبالتالي، فإن وضع إجراءات احترازية يعد أمرا أساسياً. تشمل تلك الاحتياطات فتح ممرات آمنة للمركبات الخاصة بإطفاء الحرائق داخل الغابات باستخدام مواد كيميائية ذات خصائص مثبطة للحريق بالإضافة للتخلص الدوري من المواد النباتية الزائدة والجافة لتجنب تكاثف النار.

بالإضافة إلى هذه السياسات العامة، هناك مجموعة متنوعة من الأعمال الفردية والمعاونة التي تساهم أيضًا في الحفاظ على الغابات بطريقة مفيدة بيئيا واقتصاديا واجتماعيا. تتمثل إحدى الأمثلة الرائدة فيها تقديم الخدمات التطوعية لزراعة الأشجار الجديدة بانتظام ومعرفة مكان وزمان وزاوية زرع كل نوع حسب ظروف الموقع المناخية والبيئية. كذلك يشجع إعادة استخدام ونشر تدوير إنتاج الأخشاب وغيرها من المنتجات المصنوعة منها بما فيها كافة أشكال الأدوات المكتبية والنوافذ والعبوات والحاويات المختلفة وما إليها حتى لو كانت مجرد قطاعات صغيرة كما أنها تبدو وكأنها أعمال سطحية بما لها من تأثير عميق جدا وقد يؤدي تكرير الورق بمعدلات مرتفعة للغاية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون وطرح نحو ١٫٧ مليون طن متري منه سنويًا! وفق دراسة أجرتها منظمة اليونسكو عام ٢٠١٧ حول فرص العمل المتاحة ضمن الاقتصاد الأخضر الناشئ...هذه الطرق العملية جميعها تؤثر مجتمعياً ومباشرة على زيادة الفرص التجارية للشباب والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بينما تحمي الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة بحفظ المساحات الخضراء.