- صاحب المنشور: الفاسي القرشي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أدت الثورة الرقمية إلى تحولات هائلة في مختلف جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك الأسرة والتواصل الاجتماعي. هذه التحولات لم تأتي بدون آثارها المتنوعة؛ فقد قدمت التكنولوجيا وسائل اتصال أكثر سهولة وكفاءة، مما جعل العالم يبدو أصغر وأكثر ارتباطاً. ولكن، هل هذا الارتباط الجديد مهدد بتقصير العلاقة بين أفراد الأسرة؟
استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى أصبح جزءًا لا يتجزأ من روتين العديد من العائلات. رغم أنها توفر رفاهية التواصل الفوري والمعلومات الشاملة، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى انخفاض جودة الوقت الذي يقضيه الأفراد مع بعضهم البعض. الدراسات الأخيرة تشير إلى زيادة حالات الانعزال الاجتماعي بسبب الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية. الأطفال خاصة معرضون لهذا التأثير السلبي، حيث يمكن أن يؤثر الاستخدام الزائد للتلفزيون أو ألعاب الفيديو على تفاعلاتهم الاجتماعية الحقيقية وقدرتهم على بناء علاقات قوية خارج عالم الإنترنت.
من ناحية أخرى، يرى الكثيرون أنه بالإمكان استخدام التكنولوجيا لتحسين نوعية الحياة الأسرية. التطبيقات والألعاب التعليمية مثلا، تساهم في تعزيز التدريب الجماعي والاستمتاع المشترك للأطفال. كما تسمح الشبكات الاجتماعية للعائلات المتباعدة جغرافياً بالبقاء مترابطين ومتصلين ببعضهم عبر المسافات الطويلة.
بالإضافة لذلك، فإن العمل عن بعد الذي غالبًا ما يتم باستخدام تقنيات رقمية مختلفة، أعطى فرصا جديدة للآباء للعمل تحت سقف واحد وبالتالي قضائهم وقت أكبر مع عائلاتهم مقارنة بنمط حياتهم السابق. لكن ينبغي التنبيه هنا بأن العمل عن بعد يمكن أيضا أن يزيد من الضغط النفسي ويخل بتوازن الشخص إذا تم استخدامه بطريقة غير صحية.
وفي النهاية، يبدو الأمر كمعادلة دقيقة تتطلب توازن دقيق بين استخدام التقنية واستغلالها لصالح الرابطة الأسرية. فالتكن