بحيرة المنزلة: جوهرة مصر الطبيعية وأزمة التلوث المستمرة

تعتبر بحيرة المنزلة واحدة من أهم المعالم البيئية والثقافية في جمهورية مصر العربية، فهي ثاني أكبر بحيرة مائية عذبة في البلاد بعد بحيرة ناصر. تمتد هذه ا

تعتبر بحيرة المنزلة واحدة من أهم المعالم البيئية والثقافية في جمهورية مصر العربية، فهي ثاني أكبر بحيرة مائية عذبة في البلاد بعد بحيرة ناصر. تمتد هذه البقعة الفريدة عبر مساحة تقدر بنحو 562 كيلومتر مربع، وتقع بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مدينتي دمياط وبورسعيد. تعد البحيرة موطنًا غنيًا للحياة البرية ويعتمد عليها السكان المحليون كمصدر رئيسي للصيد وللسياحة أيضًا. ومع ذلك، فإن تاريخها الطويل يعكس تحديًا مستمرًا مع قضايا التلوث والحفاظ عليها.

تعود تسمية "المنزل" إلى العصور الفرعونية القديمة عندما كانت المنطقة ذات يوم جزءً من نظام ري متكامل يسمى مشروع "منزل"، والذي كان يهدف إلى ضمان وفرة المياه وخصوبة التربة الزراعية بالمجال المحيط بها. وقد حافظ هذا النظام على توازن طبيعي مهدّد الآن بسبب الزيادة المطردة للسكان والتوسع العمراني غير المنظم، مما أدى إلى زيادة تدفق مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية المالحة إليها، فضلاً عن التصحر الناجم عن الإفراط في استخراج المياه الجوفية.

واجهت بحيرة المنزلة العديد من المخاطر التي أثرت سلباً على بيئتها النابضة بالحياة. ففي العقود الأخيرة، شهدت البحيرة انخفاضًا حادًا في مستوى صلاحيتها للغوص نظرًا للتدهور البيئي الشديد، بما في ذلك القضاء على الشعاب المرجانية الحيوانية النباتية وانتشار الأعشاب الضارة والكائنات الغازية مثل نوع واحد معروف باسم "إسباريتا". كما ساهم تصريف المواد الخطرة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة المستخدمة بكثافة في حقول adjacent في تغذية نمو طحالب سامة يمكن أن تؤدي إلى إصابة الإنسان بالمرض عند الاستنشاق المباشر لها.

بالإضافة لذلك، يشكل تغير المناخ تهديدا مباشرا لبقاء البحيرة نظراً لتغير أنماط الأمطار الموسمية وتزايد درجات حرارته العالمية التي تساهم بشكل كبير بارتفاع درجة حرارة سطح الماء وخفض معدلات هطول أمطار الرياح الشمالية الروسية المعتادة عليه والتي تعتبر ضرورية لإعادة تعبئة مخزوناته السنوي. بالتالي، أصبح الحفاظ على تراث هذه النقطة الهامة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى وذلك لحماية مواردنا المشتركة وضمان استدامة المجتمع المحلي المعتمد عليها اقتصادياً وثقافياً.

وفي خضم تلك الاعتبارات الملحة، فقد عملت الحكومتان المركزية والإقليمية جنباً لِجَنْبٍ منذ عام ٢٠١٧ بهدف تنفيذ خطة وطنية شاملة هدفُها الرئيسي إعادة تأهيل وصيانة بحر المنزلة بطرق مستدامة ومستوحاة من أساليب الرعاية التقليدية والممارسات الحديثة للعناية بالأراضي الرطبة. وتعطيّ الخطة أولويتها لتطبيق عمليات ترشيح فعالة للمياه الداخله إليه وإدارة أفضل لأنظمة صرف المجاري واستصلاح المناطق الزراعية المحيطة به لمنع المزيد من التسرب المؤذي لمياه الصرف فيها بالإضافة لاستهداف التعامل مع مشاكل التعديات البشرية كالتنبُّه لأعمال حفر الآبار دون رقيب شرعي أو قانوني وكذلك منع عمليات التجريف العشوائيات للأرض بموجب القانون رقم ١٢ لسنة ١٩٨٢ بشأن تنظيم أعمال التنقيب والتعدين تحت سطح الأرض .

ومن ثمَّ ستكون عملية مراقبتها الدقيقة أمرٌ مهم للغاية كي يتمكن فريق العمل الفني المكلف بتنفيذ توصيات البرنامج الوطني بإنجازات مُحققة نحو تحقيق المستهدفات المعلنه سابقاً خاصة وأن اللجنة قد قامت مؤخراً بدعم قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان إنشاء منطقة محمية جديدة حول محيط البحيرة تتضمن توسيع حدودها جغرافيا حتى تشمل مناطق أخرى مجاوره لها بغاية تعزيز إجراءاتها الوقائيه ضد عوامل الانتهاب الخارجية كالآثار الجانبية المحتملة لدrones الخطورة أثناء رحلتها عالية السرعات فوق أجواء المقاطعه كذلك امكانيات تهجير أنواع قطعان الطرائد بريّة وجوية كتلك الموجودة لديها حاليا بواسطة عمليَـات الصّيد الجائر وغير الشرعی سواء علنی یا سرا.

إن الحل النهائي لهذه الأزمة البيئية سوف يتطلب جهود مشتركة بين الحكومة المحلية والهيئات الخاصة والشعب نفسه؛ فهذه ليست قضية تتعلق فقط بالحكومة بل إنها مسؤوليتنا جميعًا جميعكم نحن هنا اليوم! ومن خلال فهم دور الجميع واتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على حقوق أجيال قادمة واستمرار وجود بحر المنزلة ضمن خارطة مصر الطبيعية الثقافية, سنواصل بناء مستقبل أكثر زهرانية واستقرار لجميع أفراد مجتمعنا الواسع الواحد كوحدة فرعية صغيرة منه الكبير الأكبر وهو الوطن العربي الكبير الموحد آمالا وطموحات عظيمة.


محمود الرايس

9 مدونة المشاركات

التعليقات