استخراج النفط عملية معقدة ومتعددة المراحل تبدأ بالتحديد الدقيق لمواقع احتياطياته تحت الأرض وتنتهي بإنتاج مختلف المنتجات النفطية المفيدة. إليك نظرة متعمقة حول كل خطوة من خطوات هذا المسار الصناعي الحيوي:
تحديد موقع الاحتياطي النفطي
هذه الخطوة الأولى والأكثر حساسية. يقوم علماء الجيولوجيا باستخدام مجموعة متقدمة من أدوات واستراتيجيات مسح الأرض، بما فيها الموجات الزلزالية، لدراسة بنية التربة ومعرفة مواقع تجمعات النفط. يتم تسجيل البيانات الناتجة وتحليلها بدقة لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد دقيقة لما يوجد داخل باطن الأرض.
مرحلة الحفر والاستخراج الأولي
بعد التأكد من الموقع، يتم استخدام آلات حفر كبيرة قادرة على العمل لمدة يوم كامل دون انقطاع. تُستخدم هذه الآلات للحفر العمودي نحو منطقة تواجد النفط. بمجرد الوصول إليها، يبدأ التيار الطبيعي للنفط نتيجة فارق الضغط بين المناطق المرتفعة والمنخفضة بالظهور على السطح. غالبًا ما تكون كميات أولية كبيرة تكفي لإطلاق العملية التجارية.
الاستخراج الثانوي والثلاثي
مع مرور الوقت وتضاؤل الضغوط الطبيعية، تحتاج عمليات الاستخلاص لأنظمة أكثر تعقيداً. هنا تأتي دور "الحقول المستعادة"، وهي فكرة تقوم بحفر آبار جديدة ولكن أبعد بكثير من الخزان القديم. عندما يدخل البئر جديد إلى المنطقة ذات الضغط أعلى، يحرك ذلك المزيد من النفط للسطح بسبب الفرق في الضغط. كذلك، قد تستخدم طرقٌ مثل حقن الماء أو الغاز لتحسين كفاءة الانسيابية وتوسيع نطاق الوصول للخام المتبقي والذي يصعب تحريكه بدون تدخل خارجي مباشر.
تحويل النفط الخام إلى منتجات مفيدة
لا يستخدم النفط الخام مباشرة بعد الاستخراج. فهو يحتاج لمجموعة متنوعة من العمليات الكيميائية والمعالجية قبل استخدامه في الحياة اليومية. تتمثل العديد من المشتقات الرئيسية للنفط فيما يلي:
* الغازولين (البنزين): وهو الوقود السائل المستخدم بشكل شائع في السيارات وغيرها من وسائل النقل.
* الكيروسين: يستخدم أساسًا في مصابيح الإنارة والصواريخ ومختلف الأنواع الأخرى من المواقد الموفرة للهواء الخارجي.
* الإسبالت (الإسفلت): يُعتبر أحد أشهر مواد الرصف الطرق ويتكون عادة من رواسب ثقيلة زيتية مطلية بالسمنت القاري أثناء تصنيعه. هناك أيضًا تطبيقات كثيرة أخرى له تتضمن تكميل بعض أنواع طلاء الأسطح والجدران والحفاظ عليها مقاومة للعوامل البيئية المتنوعة.
يوضح هذا الشرح التفصيلي كيف تستخرج البشرية الذهب الأسود -النفط- وكيف تحوله لأشكال مختلفة تلبي حاجاتها المتزايدة للأداء والكفاءة الاقتصادية والعمر الافتراضي الطويل نسبياً لبنية العالم الحديث.
