يعدّ الساحل الأخضر منطقة طبيعية ساحرة تنتمي إلى موريتانيا غرب أفريقيا، وتحديداً على طول خليج كاب فيردي، والمعروف أيضاً باسم خليج موريتانيا الغربي. هذا الموقع الاستثنائي يجعله نقطة وصل مهمة بين البحر الأبيض المتوسط وبحر المحيط الأطلسي الشمالي الشرقي. تمتد حدود الساحل الأخضر التي تقارب الـ550 كيلومتراً على شاطئ موريتانيا البحري، بدءاً من مدينة نواذيبو شمالاً وحتى الحدود السنغالية جنوباً عند رأس بونتي.
يتميز الساحل الأخضر بتنوع جميل في التكوينات الجغرافية، فهو يعرض مزيجاً فريداً بين الصحراء القاحلة والجبال الصخرية والتلال الرملية الناعمة والأراضي الزراعية الخصبة بالقرب من مجرى نهر السنغال. هذه المنطقة غنية بالنباتات والسكان المحليين الذين اعتمدوا لقرون طويلة على مواردها الطبيعية للبقاء والاستدامة الاقتصادية. يُعتبر اقتصاد الساحل الأخضر مترافقاً بشكل أساسي مع الصيد وصيد الأسماك والصناعات المرتبطة بها مثل التجارة والتكرير. كما تشتهر المنطقة بزراعة نخيل التمر ومحاصيل أخرى متنوعة تعود بفوائد كبيرة للمزارعين وسكان المناطق الريفية.
بالإضافة إلى أهميته البيئية والاقتصادية، يحظى الساحل الأخضر بتاريخ ثقافي غني يؤرخ لتاريخ البلد طويل المدى. تسكن المنطقة قبائل مختلفة منذ القدم، كل منها لها عاداتها وتقاليدها الخاصة، مما يجعل الثقافة هنا بانوراما نابضة بالحياة وغنية بالتعددية العرقية والدينية. يساهم التراث التاريخي والثقافي للساحل الأخضر بحفظ الهوية الوطنية وتعزيز السياحة عبر جذب الزوار المهتمين باستكشاف تراث البلاد الفريد.
في المجمل، يعدُّ الساحل الأخضر جزءاً أساسياً من خارطة موريتانيا الجغرافية والإنسانية، وهو احتضان لمجموعة رائعة ومتجانسة من النظم الإيكولوجية والثقافات البشرية التي تستحق الاحترام والحفاظ عليها للأجيال القادمة.