أكبر الانفجارات البركانية عبر التاريخ: تسجيلات الحرائق الجليدية الهائلة

تعد دراسة الأحداث الطبيعية القاسية مثل البراكين جزءاً أساسياً من فهمنا للعلم والتاريخ الأرضي. ومن بين هذه الظواهر، يعتبر البحث عن أبرز وأخطر الانفجارا

تعد دراسة الأحداث الطبيعية القاسية مثل البراكين جزءاً أساسياً من فهمنا للعلم والتاريخ الأرضي. ومن بين هذه الظواهر، يعتبر البحث عن أبرز وأخطر الانفجارات البركانية تحدياً علمياً مثيراً للاهتمام. ووفقاً للتسجيلات الجغرافية والجيولوجية الدقيقة، هناك عدة مواقع بارزة مشهورة بتسجيلها لبعض أقوى الانفجارات البركانية التي شهدتها الأرض حتى الآن.

في قارة أوروبا، يُعتبر ثوران بركان "كراكاتو" عام 1883 أحد أكثر الانفجارات شهرةً عالمياً. هذا الثوران العنيف أدى إلى إنتاج ضوضاء يمكن سماعه على مسافة تتجاوز ألفي ميل، مما جعل منه واحداً من أشهر الأساطير الخرافية للصوتيات العالمية آنذاك. وقد نتجت عنه موجة مد عاتية ("تسونامي") دمرت العديد من المناطق الساحلية حول جزيرة سومطرة الإندونيسية وجزيرة جاوا المجاورة لها. بالإضافة لذلك، ألقى الغبار والدخان الناتجين عن الثوران ظلالاً سوداء فوق كل نصف الكرة الشمالي لمدة ثلاثة أسابيع تقريباً!

وفي سلسلة جبال إندونيسيا نفسها، يأتي بركان تانغكو بانجانان كمثال آخر لأحد أقسى الانهيارات البركانية الحديثة. فبين العامَين ١٩٥١ و١٩٨٢، قام بإطلاق سلسلة طويلة ومتقطعة من التدفقات الحمم وموجات الصخور المنذورة والتي شكلت تهديدات مستمرة للسكان المحليين والجزر الصغيرة المحيطة بها. كما أدى ذلك أيضًا لإنتاج كمية هائلة من المواد البركانية تجاوز وزنها مليون طن سنويًا حتى انطفأت نشاطاته بشكل نهائي سنة ٢٠٠٤ مـ.

وعلى الجانب الآخر للأرض، يوجد واحدة من أهم التجارب العلمية المتعلقة بحجم وشدة بعض التفاعلات الداخلية لكوكبنا؛ إذ يُطلق عليه اسم "البحيرة الضبابية"، وهو عبارة عن خزان عميق تحت سطح ولاية واشنطن الأمريكية يحوي أملاحًا ومعادن تم جمعها نتيجة لتدفقات حمم حرارية قديمة جداً تعود لعصور ما قبل التاريخ مباشرة قبل حوالي سبعة ملايين عام فقط!. وهذه العملية تشهد وتثبت فرضية وجود جيوب كبيرة مجهولة تحت طبقات مختلفة داخل تركيب الأرض الخارجية ذات قياسات غير مسبوقة إلا أنها تبقى لغزا محيرا للمختصين الذين يسعون حالياً لاستكشاف المزيد عنها باستخدام تكنولوجيا الاستشعار الحديثة.

إن الحديث عن قوة طبيعتنا العميقة ليس مجرد ذكر حقائق تاريخية بل هو أيضا دعوة للاستمرار في التعرف عليها وفهم خصائصها المعقدة بما يعود بالنفع والفائدة للدراسات المستقبلية وبالتالي تحسين تدابير السلامة العامة ضد المخاطر الطبيعية المختلفة. إنها رحلة مليئة بالمفاجآت والحكمة المشتركة بين البشر والنظام البيئي العالمي الكبير الذي نعيش داخله بلا شك.


مسعود الحمودي

4 مدونة المشاركات

التعليقات