تقع بحيرة قارون، واحدة من أهم المعالم الطبيعية والثروات السياحية بمصر، شمالي محافظة الفيوم، الواقعة غربي نهر النيل مباشرةً. تتميز بتنوع الحياة البرية والنباتات، مما جعل منها ملاذاً طبيعياً هاماً ومحمية للحياة البرية. لكن لأسباب عديدة، ظلت تسميتها "بحيرة قارون" موضع شك ونقاش عبر العصور.
في حين يرجح الكثير أنها أخذت اسمها من قصة النبي موسى والقائد اليهودي الثري قارون -وفقاً للتقاليد الدينية- والذي هلك نتيجة لكبره وظلمه، فإن الآراء الأخرى تشير إلى تأثير الثقافة الفرعونية القديمة. فاسم بارون (Baron) كان مستخدماً قديمًا لوصف مناطق المستنقعات والبحيرات الراكدة قبل اعتماد مصطلح "كارون". ومع مرور الوقت، تحور الاسمان ليصبح الاثنان واحداً.
وتظل الروابط الوثيقة بين الاسمين محل خلاف وتفسير بين المؤرخين والباحثين، حيث يغيب دليل دامغ يؤكد أي منهما رسميًا كإجابة نهائية. ورغم ذلك، فقد ترسخت هذه التسمية بشكل قوي لدى المصريين والعالم الخارجي، لتصبح جزءًا أصيلاً من تراث وخصائص البلاد المتفردة.
إن موقعها الاستراتيجي قرب القاهرة وضواحيها، مضافًا إليه صفائها وصفاتها البيولوجية الفريدة، شكل عامل جذب رئيسي للسائحين والمصطافين؛ إذ أصبح متنزه شعبي بامتياز يعرف بـ "مصيف الفقراء"، نظرًا لقلة تكلفته مقارنة بالمواقع الترفيهية المشابهة بالسواحل الشمالية والدول الأوروبية المجاورة. كما تحتضن البحيرة مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنواع النباتية والحيوانية بما يشمل أكثر من ثمانية عشرة نوعاً مختلفاً من الأسماك فضلاً عن كونها مركز نشاط لصيد الأسماك السنوي منذ القدم حتى يومنا الحالي.
وتشكل حقيقة اعتبارها بركة داخلية غير مرتبطة بخليج البحر الأحمر تحدياً بيئيًا كبيرًا يدفع السلطات المحلية لاستحداث حلول مبتكرة لحفظ ديمومة توافر المخزون المائي اللازم لحياتها بكل أشكالها الحيوية المختلفة والحفاظ عليها كمحمية طبيعية تستحق الزيارة والإلحاح بالحفاظ عليها وعلى قيمتها الخلابة لجذب المزيد من المهتمين والساعين للاستمتاع بغنائها الحيوي الخاص المثير للإعجاب حقًا!