عمق ونطاق نهر النيل: رحلة عبر أحد أطول أنهار الأرض

يتمتع نهر النيل بمكانة فريدة كأطول الأنهار في العالم، حيث يقطع مسافة تقدر بحوالي 6,853 كيلومتراً عبر مناطق استوائية مختلفة. هذا العملاق الفيضي ليس مجر

يتمتع نهر النيل بمكانة فريدة كأطول الأنهار في العالم، حيث يقطع مسافة تقدر بحوالي 6,853 كيلومتراً عبر مناطق استوائية مختلفة. هذا العملاق الفيضي ليس مجرد شبكة مائية؛ إنه رمز للتاريخ والثقافة والترابط الحيوي لمنطقة الشرق الأفريقي. يمكننا البدء بفهم "كم" عمق نهر النيل لتقدير مدى تعقيده وغزارته.

في المعدل العام، يصل عمق نهر النيل إلى نحو ٩٫٥ متر تحت سطح المياه. ومع ذلك، هناك اختلاف كبير بناءً على موقع المراقبة وزمن القياس. فقد أحصت الوزارة المصرية للموارد المائية ارتفاع نسبة المياه في النيل الأزرق -وهو المصدر الرئيسي للنile- لأعلى مستوياتها خلال القرن الماضي، وذلك بسبب هطول أمطار غزيرة خاصة سنة ٢٠١٧ والتي أدت لتسجيل ١۷٫۱۴ متر عند نقطة مراقبة بعاصمة السودان. هذه الزيادة تعكس قوة الطبيعة واستمرارية دورات الحياة والموت التي تحكم النظام البيئي للنهري العظيم.

وعلى الرغم من الرقم الكبير لسُمك الطمي/الوحل في دلتا النيل -التي تتراوح بين ۱۵٫۲۴ الی ۲۲٫۸۶ مترا– فإن المساحة الشاسعة للدلتا تثبت أهميته الحيوية للجيران الذين يعيشون بالقرب منه وليس فقط مصدرًا للغذاء والحياة بل أيضًا مكانًا يتشارك فيه الناس تاريخًا مشتركًا وثقافتهم الواحدة.

لكن التنوع الثقافي والديني وحسب ليست وحدها ما تشكل هوية هذه المنطقة ولا حتى تنوع حيواناتها البرية وشجيراتها النباتية الخلابة; فالأسرار المخفية أسفل طبقات أرضها تكشف لنا أيضا جانب آخر مهم جدا للمعارف العلمية الحديثة مثل الديناميكية الجغرافية للأرض وأصول حياتنا الأولى هنا قبل عشرة آلاف عام ومازال يُكتَشَف منذ تلك اللحظة الذهب الذائب داخل عروق التربة القديمة. إنها قصة لم تنتهى بعد ولعل الرحلة المستمرة لفهم عمق نهر النيل هي جزء منها!


التطواني بن بركة

12 مدونة المشاركات

التعليقات