بحيرة فيكتوريا: منبع الحياة ونقطة انطلاق نهر النيل العملاق

تقع بحيرة فيكتوريا، الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، بين كلٍّ من البلدان الثلاثة: أوغندا، وتنزانيا، وكيينيا. ومن هنا تبدأ رحلة هذه البحيرة الخلابة

تقع بحيرة فيكتوريا، الأكبر من نوعها في القارة الإفريقية، بين كلٍّ من البلدان الثلاثة: أوغندا، وتنزانيا، وكيينيا. ومن هنا تبدأ رحلة هذه البحيرة الخلابة والتي تعد مصدراً رئيسياً لمياه نهر النيل الحيوي. تتشكل الحدود الغربية للبحيرة بتلال الروافد الصغيرة لجبال روكونجو بينما يشغل ساحلها الشرقي هضبة سفوح جبل كيليمانجارو الشامخة. تمتد نحو الشرق نحو الهضبة الخامسة لإفريقيا -وهي منطقة رابط بين تشاد وغرفة شرق أفريقيا-.

وتمتاز بحيرة "فيكتوريا" بأنها ثاني أكبر أحواض ماء عذب عالميًا بعد بحيرة "سوبيريور". تغطي مساحة تقدر بست وستين ألفًا وثمانمئة وسبعة وأربعين كيلومترًا مربعًا مما يجعلها ذات أهمية بيولوجية استثنائية نظرًا لما تحتويه من نظام بيئي متنوع وفريد خاص بها. هذا النظام البيئي الغني يسكنه أكثر من مائتين وخمسين نوع مختلف من الأسماك فضلاً عن مجموعة واسعة ومتنوعة من الأنواع النباتية البرية والأحياء المائية الأخرى مثل التماسيح والقردة وغيرهما كثير. وقد كان لسكان المناطق المطلة على ضفاف تلك البحيرة دور بارز جدًا في تطوير الاقتصاد المحلي المرتكز أساسًا حول الصيد التجاري الذي يدخل قائمة أولويات أعمالهم اليومية؛ إذ يعمل ملايين الناس المنتشرين على امتداد حافة البحيرة في مجال المصائد التقليدية لاستخراج مخزون هائل من أنواع مختلفة من الأسماك بما فيها بلطي الفيكتوريا الشهير ذو الشعبية الواسعة باعتباره غذاء اساسي للأجيال الجديدة وكذلك موردا غذائيا مهما للسياحة الواسعة الانتشار هناك.

من الجدير بالذكر أيضا أن مياه بحيرة فيكتوريا توفر طاقة كهربائية هائلة تعكس قدرة مذهلة للحياة الطبيعية داخل موطن نهر النيل العظيم منذ الفجر التاريخي للإنسانية حتى أيامنا الحاضرة. وهذه القدرة الهائلة تتمثل فيما يعرف باسم مشروع شلالات اوين hydroelectric project الواقع جنوب شرق مدينة كامبالا عاصمة دولة أوغندا ، حيث تساهم قوته الجبارة بإنتاج ٢٦٠ ميغاواط من الطاقة الكهربائية – وهي قوة تكفي لإضاءة مدن بالملايين! بالإضافة لذلك فإن موارد الماء المتجددة لهذه المنطقة تعمل بدورها بمثابة دعوة مفتوحة للاستثمار العقاري والمزارعين وصناع السياحة والصناعة التحويلية بكافة أشكالها وأنواعها . بالتالي ، أصبح بإمكان مليوني شخص على أقل تقدير اعتماد رزقه حالياً عليه وعلى مشاريعه المختلفة بالقرب مباشرة من خطوط الانحدار الرئيسية المؤدية لمسرح الحدث الكبير المعروف باسم 'حديقة النيل'.

إلى جانب ذلك ، ينفرد نهر النيل نفسه بميزة فريدة أخرى عبر تاريخ البشرية وحتى يومنا الحالي وهي كون منابعه مرتبط ارتباط وثيق بجسد بحيرة فيكتوريا الضخم وذلك بسبب طبيعتها الخاصة بانبساطاتها واتساع مجاريها الداخلية المتعددة الاتجاهات مما يؤكد أهميته بالنسبة لكل المجتمعات المحيطة بذلك المجمع الثقافي والتاريخي الغني والفريد بكل المقاييس العالمية بلا شك ! فإذا رصدنا حركة جريان مياه النهر الرئيسيتين :الأبيض والأزرق, ستلاحظ مدى تأثير اشتراك الأخير بنصف كميات جريانه العامة مع المسارات الفرعية المنفصلة تحت غطاء خزانات مرتفعه فوق سطح الأرض قبل الوصول النهائي لبحر المتوسط غربا غربا ؛ الأمر الذي يفسر نجاعة قدرته الرعائية لربوع أرض الوطن الأفريقي وما هي إلا دليل واضح لقيمة عظيمة جعلتنا نهتم بحثوثاته ودراسته جيولوجيا وعلم الاجتماع وعلوم التربية والثقافة الإنسانية كذلك..إنّه حقٌا معلم حي للإنجازات الرائعه التي خلقت امنيا واستقرارآ لشعب وحضارة واحدة ممتده علي مدي آلاف الأعوام مضت ولازلنا جميعًا نتطلب منه المزيد من عطائه المبارك ونموذجه المثالي القدوح للحفاظ عل هدوء بيت واحده ولنقله شعوبه إلي مستقبل اكثر ازدهارا وسعادة وانتصار لمبادئه


هيثم القاسمي

10 Blog bài viết

Bình luận