نهر النيل: رحلة عبر خمس دول عربية وإفريقية

يعدّ نهر النيل أحد أهم أنهار العالم وأطولها، ويقطع مساره الطويل عبر عدة دول تعكس تنوعاً جغرافياً وثقافياً غنياً. ينبع هذا النهر العظيم من منابعه البعي

يعدّ نهر النيل أحد أهم أنهار العالم وأطولها، ويقطع مساره الطويل عبر عدة دول تعكس تنوعاً جغرافياً وثقافياً غنياً. ينبع هذا النهر العظيم من منابعه البعيدة في دولة بوروندي القارية الواقعة جنوب شرق أفريقيا، ثم يعبر عدة دول أخرى قبل أن يصل إلى البحر الأبيض المتوسط شمال مصر. إليكم الرحلة المفصلة لنهر النيل عبر هذه البلدان الخمس:

  1. بوروندي: تبدأ مغامرة نهر النيل في قلب بوروندي، وهي دولة صغيرة تقع وسط أفريقيا وتشتهر بكثافة الغابات وجبال البركان القديمة. هنا، تتجمع بداية المياه لتشكل مجموعة من جداول المياه الصغيرة والمعروفة باسم "حوض الينبوع".
  1. تنزانيا: بعد خروجه من بوروندي، يدخل النيل الحدود التنزانية ليجري بين سهل بركان إيغونغو ومدينة كيغوما التاريخية. خلال هذه الفترة المبكرة، يعرف النهر باسم "كاجيرا" أو "كاتومبي"، ويمتد مسافة تقارب 480 كيلومتراً داخل البلاد. تعد تنزانيا أول دولة إفريقية كبيرة يمر بها النيل، وقد لعب دوراً محورياً في تاريخها القديم وانتشار الحضارات المختلفة فيها.
  1. أوغندا: عند الوصول إلى حدود رواندا وكينيا الحالية، يحصل النيل أخيراً على اسمه المعروف عالمياً أثناء عبوره لأوغندا ليشكل جزءاً كبيراً من حدود البلد مع السودان. تصبح مياهه أكثر دفئاً بسبب المناخ الأفريقي الاستوائي، ويتغذى بمياه الأمطار الموسمية الغزيرة مما يساهم بشكل كبير في خصوبتها واحتماليتها للسيرورة الزراعية. تجدر الإشارة أيضاً إلى موقع مصدر شلالات فكتوريا الشهيرة التي شكلت نقطة جذب سياحية مهمة للبلاد منذ اكتشافها عام ١٨٥٨ م بواسطة المستكشف البريطاني جون هانينج سبنس.
  1. جنوب السودان: عندما يقترب النيل الشمالي من مدينة جوبا العاصمة الجديدة لدولة الجنوب الوليدة، يتحول مجرى الماء نحو الشرق ليستقر هناك قريباً من منطقة بحر الجبل المرتفعة نسبياً والذي يشهد بعض أعلى التساقط الثلجي سنويًا بالمناطق الصحراوية بدرجات حرارة معتدلة وغير متقلِّبة كثيرًا طوال العام مقارنة بتلك الموجودة فوق مستوى سطح الأرض مباشرةٍ عنه؛ إذ تعتبر تلك المنطقة واحدة ضمن أربع محافظات سودانية تشترك ذات خط طول واحد فقط وهو الدرجة الثلاثين شمال خط الاستواء تحديدًا! وبذلك نجد أنّ هنالك رابط عضوي مباشر تربطه بالنظام البيئي المحلي خاصة فيما يتعلق باستراتيجيات إدارة موارد المياه الطبيعية والحفاظ عليها للحاضر والمستقبل أيضًا نظراً لإمكاناتها الهائلة للاستصلاح والاستثمار المثالي لفلاحي المشروع القومي الكبير الواقع غرب دارفور بغرب البلاد عموماً.
  1. مصر والسودان: أخيراً وليس آخراً، يأتي الجزء الأكثر شهرة لنهر النيل وهو قسميه المصري والسوداني المشترك، حيث يجتمع فيه الفرعين الرئيسيين للنهر وهما أبو حبل والنيل الشمال الدافئة المنبعثة منهما والتي تبرد تدريجياً كلما اتجهتا ناحيتي بحر العرب والبحر الأحمر حتى يتمكنا مجتمعتين بإذن الله تعالى انطلاقتهما مشرق الشمس صباح اليوم التالي باتجاه القاهرة عبر بوابة أسوان العظيمة المؤدية لمصبه الأخير بطوله بما يقرب ستمائة وخمس عشرة ميل بحري أي حوالي ثمانماية ألف كم²بعد دخوله أرض الفيوم وفروعه الرئيسية الأخرى عرب ودمياط ودلتا النيل الذي يفوق عرضه ثلاثين متر مربع وسحب الرواسب الصخرية كتكوين طبقات رسوبيات جديدة تحمي التربة وتحسن نوعيتها ومحيطها الحيوي بجوار مخازن الغذاء الرئيسية المدعمة لقوت السكان جميع مناطق جمهورية دولتينا الوحدتان السياسية الأكبر والأقدم بتاريخ البشرية والعصور ماضية وحاضره مستقبلاً بإذن من الرحمن جل وعلا.

وفي النهاية فإنَّ لهذا المسار المتنوع ألوانه الثقافية والتاريخية والدينية مما أكسبه مكانته العالمية الفريدّة كونَه رمز سيادة واستقرار شعوبه وطموحاتهم بلا شك ولا ريب مهما اختلفت عقائد ومعتقدات أغراض استخداماته المختلفة سواءٌ زراعة أم ترفيه أم نقل مواطنين أو غير ذلك ممّا قد تسكن جوانب ذاكرتنا تجاه مدنه المشهورة كالأسكندرية والإسكندرية والجيزة والقاهرة الخالدة وكذلك مدن ولاية البحر الأحمر بالسودان مثل كريمة كرمبول وملكال..إلخ بالإضافة للآثار المسيحية الإسلامية والوثنية المنتشرة بشواطئه السياحية ساحلية كانت أم صحراء جعلته محطة ابداع أدباء وشعراء الكتاب المقدس القرأن الكريم ورواة القصص الشعبية المرتبطة ارتباط وثيق بماضيها وماضي أبناء جزائر العرب المجاورتين له أيضا .


أمجد السيوطي

12 مدونة المشاركات

التعليقات