- صاحب المنشور: هيثم الدين الشرقاوي
ملخص النقاش:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الشباب اليومية. وبينما توفر هذه المنصات فرصا للتواصل والتعلم والإبداع، إلا أنها تحمل أيضا عواقب سلبية محتملة على الصحة النفسية لهذه الفئة العمرية.
الجانب السلبي الأول هو المقارنة الاجتماعية. غالبا ما يواجه الشباب ضغوطا لتقديم صورة مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة وعدم الرضا عن الذات (Vogel et al., 2019 ). هذا يمكن أن يساهم في ظهور مشكلات مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل (Fardouly et al., 2015 ).
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى انخفاض جودة النوم لدى الشباب. أظهرت دراسة حديثة أن استخدام الهاتف الذكي ليلا يرتبط بقوة بالتعب وانخفاض جودة النوم (Kalmbach et al., 2018 ). وهذا بدوره يمكن أن يؤثر سلبا على الأداء الأكاديمي والعلاقات الشخصية والصحة العامة.
علاوة على ذلك، فإن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أصبح مصدر قلق كبير بين العلماء والمختصين. تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي 10% من المراهقين حول العالم مدمنون على وسائل التواصل الاجتماعي (World Health Organization, 2020 ). يمكن أن يؤدي هذا الإدمان إلى مشاكل صحية جسدية وعقلية خطيرة، بما في ذلك اضطرابات المزاج وسوء التغذية وضعف المهارات الاجتماعية (Granic et al., 2014 ).
ومع ذلك، هناك جانب إيجابي أيضا. تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للشباب فرصة التعبير عن نفسهم ومشاركة الأفكار والحصول على دعم اجتماعي. كما تشجع هذه المنصات على النشاط السياسي والاجتماعي، حيث يمكن للشباب تنظيم حملات والمشاركة في مناقشات هامة (Putnam, 2000 ).
في الختام، فإن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب معقد ومتعدد الأوجه. بينما تقدم هذه المنصات فرصا إيجابية، إلا أنها تشكل أيضا تحديات كبيرة تتطلب اهتماما مستمرا وجهودا متضافرة للتخفيف منها.
مراجع:
- Fardouly, J., Diedrichs, P. C.,