مضيق باب المندب: الموقع الاستراتيجي والتحديات المحورية

يقع مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ويمثل رابطًا بحريًّا حيويًّا بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة

يقع مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، ويمثل رابطًا بحريًّا حيويًّا بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. إن موقعه الفريد جعل منه نقطة جذب للاستعمارات الدولية منذ القدم، خاصة بين القوتين العظميين آنذاك: بريطانيا وفرنسا. يشكل هذا المضيق ممراً اقتصاديًا رئيسيًا لسفن الشحن العالمية التي تحمل أكثر من 4 مليون برميل من النفط يوميًا، مما جعله هدفًا جيوسياسيًا مثيرًا للجدل.

اسم "باب المندب"، حسب التراث التاريخي، يعود إلى القرون الوسطى عندما كانت هذه المنطقة تشهد عمليات قرصنة بحرية مستمرة تسببت في دموع الحزن والخوف لدى المسافرين الذين اضطروا للتوقف بسبب الخطر الدائم. ومع مرور الوقت، تحولت هذه الدموع الوهمية إلى اسم طبيعي يرمز لهذه المنطقة المضطربة تاريخيًا.

يشتهر مضيق باب المندب بتنوع بيئي غني رغم ظروفه الصعبة. إلا أنه مهدد بشكل كبير بالتغيرات المناخية والصيد الجائر والتلوث الناتج عن النشاطات البشرية مثل تصريف المواد الكيميائية الضارة في المياه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع الجغرافي والعسكري حول سيادة المنطقة يخلق تحديات إضافية تلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد العالمي وسلاسل توريد الطاقة.

وفي ضوء ذلك، فإن إدارة واستخدام موارد هذا المضيق الاستراتيجية تتطلب نهجا شاملا ومتوازنًا يحفظ الأمن والاستقرار ويتيح الفرصة أيضًا للحفاظ على الثروات الطبيعية وحمايتها لفائدة الجميع.


الكتاني النجاري

6 مدونة المشاركات

التعليقات