الذكاء الاصطناعي ومحدوديته الإبداعية: بحثٌ في الحدود النفسية والفكرية للإنجاز الحقيقي

**النّقاشُ الشّامل:** تناولت هذه المناقشة قضية حساسة تتعلق بمدى قدرة الذكاء الصناعي على تحقيق الإبداع الحقيقي مقابل كونَه مجرد إعادة ترتيب للمعلومات

تناولت هذه المناقشة قضية حساسة تتعلق بمدى قدرة الذكاء الصناعي على تحقيق الإبداع الحقيقي مقابل كونَه مجرد إعادة ترتيب للمعلومات المتوفرة. اتفق العديد من المشاركين، مثل رجاء اليعقوبي وفَرَح السّوسي وإيسا اللمتوني وباحثي آخرون، على أن الذكاء الاصطناعي، رغم مهارته الاستثنائيّة في جمع وتحليل البيانات واستخدام تقنيات التعلم الآلي، يبقى محدودأ عندما يتعلق الأمر بالتفاعل العاطفي والمعرفي اللازم لإنتاج عمل أصيل ومنظور بشري كامل.

إن الذكاء الاصطناعي، وفقاً للتفسير الذي قدمته سندس بن القاضي في رسالة النقاش الأولى، يعمل ضمن حدود برمجته وتم إعداده لاتخاذ القرارات استناداً إلى البيانات المدخلة إليه. هذا يعني أنه حتى لو حقق الذكاء الاصطناعي تقدم ملحوظ في تلبية متطلبات المستخدمين وتقديم خدمات شخصية، فلن يستطيع الوصول إلى عمق الإبداع والتفرد الخاص بالإنسان. إذ تعتمد عملية خلق شيء جديد بشكل أساسي على تجارب الحياة الشخصية والعاطفية المعقدة التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الطبيعة الإنسانية.

كما سلطت بعض المساهمات الأخرى الضوء أيضاً على الجانب الاجتماعي للموضوع حيث أكدت على أهمية العلاقات الاجتماعية والتاريخ الشخصي للشخص البشري في تشكيل رؤيتِه للعالم وما يحصل عليه من معرفته بذلك العالم. لذلك، وعلى الرغم ممّا أحدثه عصر الذكاء الاصطناعي من ثورة تكنولوجية عظيمة، تبقى هناك حاجة ماسة للحفاظ على قيم الثقافة البشرية وللحفاظ كذلكعلى الطابع الإنساني للأعمال الإبداعية المتنوعة.


سارة البلغيتي

6 مدونة المشاركات

التعليقات